أكتب هذه الزاوية اليوم من مدينة أحمد أباد عاصمة ولاية «كجرات» الهندية، التي تعتبر من أكبر الولايات الهندية مساحة وسكاناً إضافة لكونها ولاية صناعة النسيج الأولى في بلاد يتجاوز عدد سكانها المليار ومائتي مليون نسمة، وقد وصلتها ضمن مجموعة من الصحفيين الأفارقة الذين يمثلون عشرة أقطار من بينها السودان ومصر وأثيوبيا جاءوا إلى الهند بدعوة من وزارة العلاقات الخارجية حيث بدأت زيارتهم الرسمية لها منذ الحادي عشر من أكتوبر الجاري. كان برنامج الزيارة في مرحلته الأولى يشتمل على زيارة العاصمة دلهي وعقد سلسلة من اللقاءات مع قيادات وزارة الخارجية، انتهى بلقاء مع وزير الخارجية قبل يومين، وتضمن الوقوف على تجربة الهند الصناعية من خلال لقاء تم الترتيب له بدقة مع كونفدرالية الصناعات الهندية، أو اتحاد الصناعات، إضافة إلى زيارة مركز العلاقات الثقافية الهندي في اليوم الأول للزيارة ليتصل البرنامج بالوقوف على تجربة الهند في مجال الاتصالات بزيارة مستشارية الاتصالات الهندية المحدودة التي تقابل الهيئة العامة للاتصالات في بلادنا، إلا أن الأولى مناط بها متابعة الأقمار الصناعية الهندية إضافة لعملها الخاص بتنظيم عمل شبكات الاتصالات وخدمة أجهزة الإعلام والصحافة المختلفة ثم الوقوف بعد ذلك على تجربة الهند في إتاحة تعلم الكمبيوتر لأطفال الأحياء الفقيرة والنائية عبر كمبيوترات في الشارع التي تسمى «Hole IN the wall» أو فتحة في الحائط بتوفير جهاز كمبيوتر من خلال أحد الحوائط يكون متاحاً للجميع ومحمياً بطريقة خاصة من سوء الاستخدام والغبار والمطر. الهند عالم عجيب ومثير يحكي قصة التحديات الكبيرة التي واجهها هذا البلد العملاق المتنوع الذي يضم أكبر نسبة من المسلمين في العالم بعد اندونيسيا إذ يبلغ عددهم في الهند وحدها مائتين وستين مليون مسلم وبها أيضاً أكثر من مليوني يهودي هندي، ويعتبر أكبر مستخدم لأجهزة الهواتف المحمولة «الموبايل» في العالم، وبها أضخم التعاونيات التي نشأت تمشياً مع أفكار ورؤى وسياسات زعيم الهند المهاتما غاندي، الذي زرنا منزله صباح الأمس «اليوم» في سيبراماتي أشرام، قريباً من النهر الذي يشق مدينة أحمد أباد، وقد تم تحويله إلى متحف تذكاري يزوره أطفال الهند وأبناؤها وبناتها وكل أهلها ويطلقون على المهاتما غاندي «غاندي بابو» والد الأمة أو الأب الأكبر... و.. ولنا عودة بإذن الله .