مع ثورة تكنولوجيا الاتصالات التي شهدتها البلاد مؤخراً وتنافس عدد من الشركات في تقديم الأفضل لمشتركيها نرى الإندثار الواضح للهاتف السلكي والمعروف في نهائيات القرن الماضي وأوائل القرن الحالي بمراكز الاتصالات، حيث درج عدد من المواطنين على أنشائها كمصدر دخل إضافي أو كاستثمار، ونرى أنها في تلك الحقبة كانت تدر دخلاً كبيراً من المال على أصحابها إلا أنه ومع مرور الوقت أصبح الكثير من المواطنين يتعاملون بالموبايل مما أثر سلباً على تلك المراكز وجعل أصحابها يهجرون المهنة إلى مهن أخرى، حيث قام البعض بتحويل مراكزهم إلى مراكز لصيانة أجهزة الموبايل وتحويل الرصيد وبيع «الاسكراتشات» فيما قام البعض الآخر بتحويلها إلى مطاعم وكافتيريات، وفي السطور القادمة نقرأ لبعض أصحاب تلك المراكز الذين سردوا قصتهم وكيف حولوا مراكزهم إلى مهن أخرى. بداية قال عبد الله حسن الذي أنشأ مركز للاتصالات في العام 2000م بوسط الخرطوم وتحديداً بمنطقة السوق العربي أن المحل كان يدر عليه دخلاً كبيراً منذ إنشائه وحتى العام 2006م وذلك لموقعه البارز وقال إن المحل كان يزدحم بالزبائن كما أن جميع الكبائن تكون مشغولة على مدار اليوم في تلك الفترة الزمنية إلا وانه بعد ذلك بدأ الدخل يقل تدريجياً إلى أن أصبح يقارب العدم وذلك لإنتشار الموبايل، وبعد ذلك فكر في تحويل الاتصالات إلى كافتيريا وبالفعل في 2010م قام بتنفيذ الفكرة وقال الحمدلله باتت تدرُّ دخلاً مثل الاتصالات في أول أيامها، وأشار ضاحكاً إلى أن الأغلبية من المواطنين مازال يعرفها بالاتصالات، كما أنه سرد من الطرائف التي مرَّ بها أنه فوجئ ذات يوم باحد الزبائن داخل الكافتيريا وهو يتناول وجبة الفطور ويتحدث بالموبايل ويقول أنا الآن في اتصالات فلان.. فيما سرد محمد عوض الذي كان يملك مركز اتصالات بموقف الشهداء بأمدرمان أنه قام بتحويل الاتصالات إلى مركز لصيانة الموبايلات وبيع الاسكرتشات، وأكد أن انتشار الموبايلات هو ما دفعه إلى ذلك وأنه تلقى دورة تدريبية في صيانة الموبايل بإحدى المراكز المتقدمة خارج السودان، وأشار إلى أنه الآن أصبح مشهوراً جداً بصيانة الموبايلات مؤكداً أن اسم الاتصالات قد أندثر نسبة لكثرة المراكز بجواره في تلك الفترة وأنه لم يجد حظه من الانتشار مثل مركز الصيانة. وهكذا فإن مراكز الاتصالات تكون قد لعبت دوراً كبيراً في تغيير وظائف أصحابها.