أجمل تعبير صنعته العامية السودانية هو تعبير «الزول ده كيسو فاضي» وهو دلالة على أنه ما عنده موضوع.. ولا فكرة جديدة.. ولا هدف.. وأعتقد أن كثيرًا من المسؤولين أكدوا لنا التجربة وطول المدة التي ظلوا يقبضون فيها على عنق المناصب فيما يشبه الخنق.. انهم كيسهم فاضي بدلالة انه لا اعجاز ولا انجاز ولا حتى حبة حراك لهم على صعيد المسؤوليات التي يتحملونها، وبصراحة عندما سمعت أن البروفيسور مأمون حميدة قام بكم زيارة ليلية مفاجئة لعدد من المستشفيات استبشرت خيراً وقلت يبدو أننا أخيراً وجدنا مسؤول.. كيسو مليان.. وستظهر بصمته سريعاً على قطاع الصحة الذي هو أهم وأثمن وأغلى ما يملكه الانسان السوداني، وقلت إن هذه الزيارات المفاجئة ستكشف بلاوي لما يحدث داخل المستشفيات، وهذا الأمر بالتأكيد سيطيح برؤوس كثيرة في هذه المرافق ظلت شايفة.. وعارفة.. وساكتة.. لكن ألجمتني المفاجأة وأنا أقرأ خبر إعفاء الدكتور كمال عامر مدير مستشفى الأنف والأذن والحنجرة، لأن السيد الوزير اكتشف أن هناك كما قيل «شفاط» ما شغال.. يا أخي ايه الشفافية دي؟ أقول ليكم حاجة.. ايه الحلاوة دي؟ معقول أن كل مشاكل المستشفيات قد انعدمت وانحسرت وبقينا على الشفاط؟ أم أن هذه القصة هي حلاوة حربة التي يريد الوزير أن يلهي بها الناقمين والزعلانين من حالة الوضع الصحي الذي آل إليه الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية بالولاية، يا سيدي حميدة لو أن الحكاية شفاط عطلان لما ظل هناك مدير على رأس مستشفى ولو لساعة واحدة بعد هذا القرار، ما يحدث في المستشفيات أدهى وأمر ويكفي أن ثلاثة أشخاص قد توفوا في مستشفى كبير جراء نقص الأوكسجين، الظريف أن أحدهم قال إن الناس ديل أساساً كبار في السن.. يعني بالعربي كده انتو زعلانين في شنو.. ومدة صلاحيتهم منتهية.. ديل ناس يا أبو الشباب وليس علب صلصة أو تونة أو كيس شيبس!! أعتقد أن قرار إقالة البروف كمال عامر هو مجرد زوبعة في فنجان.. ولن تشغل أبصارنا عن متابعة العاصفة الهوجاء في مجال صحة البني آدم السوداني، وما آل إليه حال المستشفيات الحكومية التي أصبحت خيار الغلابة ومحدودي الدخل والتعبانين من الغبش، أما المستشفيات الخمسة نجوم الخاصة فهي حلم الغلابة بأسوارها العالية واستقبالاتها الأنيقة وممكن عادي عريس من التعابة يقضي فيها شهر العسل !! هسي منو الكيسو فاضي؟ كلمة عزيزة شاهدت حفل وردي في رأس السنة على شاشة النيل الأزرق وتأكد لي أكثر مما كنت متأكدة أن هذا الرجل سد عالي يسقي ما حوله بالطرب الأصيل ويمنح أرض الغناء البور طمي الانبات والاثمار. كلمة أعز قالت وزارة العدل أنها تحتفظ بكل ملفات الفساد!! أها حتودوها المتحف؟