انتهيت من قراءت رواية يوسف زيدان (ظل الافعى) هي عمل فني مكتوب بقلم فنان حساس صاحب رأى ورؤية وموقف اجتماعي صريح كما أنها حلم بالحب والحرية معا تجتمع في تلك الترنيمة العشتارية التي تقول: اجعلني وحدي كخاتم على قلبك لأن المحبة قوية كالموت». تعد الرواية توثيقاً لمكانة المرأة عبر الزمن، منذ أن كانت «الربة» و»الإلهة المقدسة» مانحة الحياة، وأساس الكون ك«إيزيس» و»عشتار»، حتى أصبحت تتعرض للضرب والإهانة وتستخدم فقط للمتعة في ظل الهيمنة الذكورية في وقتنا هذا.. يروي الكاتب في الجزء الأول قصة المرأة من خلال حكاية عبده الغلبان الرجل الذي لا يفكر في المرأة إلا كونها أداة للوصول إلى المتعة فهو متزوج من «نواعم»، كما يطلق هو عليها وهي امرأة مثقفة تعمل كمترجمة لأربع لغات ومطلعة على ثقافات أخرى وترفض معاملتها بهذه الطريقة ولكن ما باليد حيلة فمجتمعها لا يعرف للمرأة استخدام آخر. بعدها تتمرد «نواعم» عند وصول أول رسالة لها من والدتها التي رفضت أن تعيش في هذا المجتمع المهين للمرأة لتجمع روح المرأة وعراقتها من كل بقاع الأرض وتهديها لابنتها من خلال الجزء الثاني من الرواية وهى سرد للرسائل واحدة تلو الأخرى كل منها يحمل قيمة جديدة يثبت قداسة المرأة. وقال بعض الادباء عن رمز الأفعى الذي استخدمه الكاتب كعنوان للرواية، نجد أن كثيرا ما تصف ثقافتنا العربية المرأة بهذا الوصف دليلاً على شرها، على الرغم من نفي التاريخ ذلك، فالأفعى كانت دوما شعار كل ملكات مصر في الأزمنة الأولى مثل «حتشبسوت» و»نفرتيتي» في الوقت الذي كانت الإنسانية لا ترى باسا في أن تحكم النساء الدولة على أن يتخذن من الأفعى شعاراً لهن، فالأنثى هى الأم والزوجة والابنة.