وقعت ولاية الخرطوم اتفاقية توأمة مع جزيرة إنقازيجا القمرية توجت بتعيين المهندس هاشم محمد عبد المطلب منسقاً عاماً لولاية الخرطوم بالعاصمة موروني لمتابعة سير تنفيذ بنود الاتفاقية، وجاء إليها المهندس بعد تدرجه بعدد من المناصب بالولاية آخرها كان مديراً للإدارة العامة للتخطيط العمراني بمحلية الخرطوم، سفارة السودان قامت بتكريم والي ولاية الخرطوم تقديراً لدور ولايته في مباشرة مشاريع التنمية بجزيرة إنقازيجا واعتبر ذلك دافعاً قوياً لترسيخ العلاقات الثنائية... «آخر لحظة» جلست إلى المهندس هاشم عبد المطلب للتعرف أكثر على اتفاقية التوأمة وخرجت بحصيلة الحوار التالي: حدثنا عن اتفاقية التوأمة بين ولاية الخرطوم وجزيرة إنقازيجا القمرية؟ -بداية تم التوصل إلى اتفاقية التوأمة عام 2003م بتوقيع مذكرة تفاهم بين والي الخرطوم آنذاك الدكتور عبد الحليم المتعافي والسيد عبد الباقي سولي رئيس سلطة الجزيرة، وتطورت الاتفاقية باتفاق توأمة عام 2008م وتوجت بتعيين منسق عام لولاية الخرطوم بموروني لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، في عام 2011 تم التوقيع أيضاً على برتكول التوأمة بين الوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر والسيد موني بركة حاكم إنقازيجا. هل كانت هنالك زيارات متبادلة في الفترة الماضية؟ -نعم هنالك زيارات متبادلة لخبراء زراعيين لمكافحة مرض أصاب أشجار جوز الهند، كما كان هنالك مشروع ناجح وهو تربية أسماك البلطي في مياه عذبة «ينابيع» استفاد منها طلاب العلوم البحرية والثروة السمكية بجامعة جزر القمر. ماذا عن مشاريع ولاية الخرطوم؟ -من انجازات ولاية الخرطوم زار موروني عام 2009م وفد رفيع من الاختصاصيين الأطباء، قضى الوفد فترة شهر أجرى حوالي 40 عملية وعالج المئات من المرضى، كان للزيارة صدًى كبيراً، ثم تبع ذلك زيارة وفد زراعي حمل معه بذور محسنة ومبيدات وأغنام «هولندية» انعكس في تدني أسعار الخضروات في الجزيرة، كما تم تدريب مجموعة من القمريين في مجالات الصحة بالخرطوم والتدريب المهني. ماذا عن الوجود السوداني حينذاك؟ -أنا رابع سوداني يقيم بالجزيرة بعد كل من الدكتور حامد إسماعيل والسفير غير المقيم عبد العظيم الشيخ ومحمد الياس، ونعول كثيراً على الشراكة بيننا والقمريين، ودورنا كبير في ظل وجود مكتب تنسيق لولاية الخرطوم بالجزيرة القمرية. هل الحكومة تقدم تسهيلات للمستثمر؟ -نعم الدولة تقدم كافة التسهيلات للمستثمر لأنها دولة نامية، ويتطلب ذلك الوقوف مع جزر القمر في تهيئة البنية التحيتة ومجالات الحكم المحلي، وهناك مقدمات استثمارية مشجعة وبحرها ذاخر بالثروة السمكية والزراعة ولاتحتاج إلى ري صناعي، الأمطار دائمة والأرض لاتحتاج إلى سماد، والتربة بركانية. ماذا عن المشاريع المستقبلية في إطار التوأمة؟ -كما قلت إن ولاية الخرطوم كانت سبَّاقة في تطوير العلاقات مع جزر القمر ومن المقرر أن يقوم والي الخرطوم بزيارة جزر القمر لافتتاح معهد الخرطوم للتدريب المهني بمنطقة «هامبو» بالجزيرة في منتصف العام الجاري، ونسعى نحن في مكتب التنسيق العام بجلب استثمارات سودانية في عدد من المجالات، والاستفادة من القرنفل والفانيليا المنتج الزراعي الأول بجزر القمر، والملفت أنه بالرغم من تدني الاقتصاد القمري إلا أنها آمنة ومستقرة وشوارعها خالية من ظواهر الشحاذين والمتسولين، وبالمناسبة هناك عدد من المعلمين القمريين بوزارة التربية بالولاية لتدريب اللغة الفرنسية، كما قام الدكتور عبد الرحمن الخضر بالتبرع بقطعة أرض في منطقة جبرة للطلاب القمريين، وتبرعت جزيرة إنقازيجا بقطعة أرض في منطقة «ايكوني» كمقر للمنسقية العامة لولاية الخرطوم وسكن المبعوثين، وفي إطار التعاون الثنائي تم تدريب مجموعة من القابلات القمريات بوزارة الصحة بالخرطوم ومجموعة أخرى من الكوادر النسائية في مجال التمريض، والمشاريع القادمة ستكون ذات فوائد أكبر. رسالة أخيرة: نتوجه بالشكر والتقدير لقيادة حكومة إنقازيجا لتذليلها وتسهيلها مهمة مكتب تنسيق ولاية الخرطوم بموروني، كما ولابد أن نشيد بافتتاح السفارة السودانية في هذا التوقيت ونأمل أن تكتمل أهداف التعاون المشترك بين بلدينا في ظل علاقات ثنائية متميزة ما جعلنا نعتبر جزر القمر وطننا الثاني فعلا وليس قولا.