في الوقت الذي تحرص فيه الدولة على تمكين القطاع الخاص من التجار والاستثمار والخدمات يتخوف البعض من التعسف الإداري والقانوني الذي يتعرض له العاملون في هذا القطاع بإعطاء ميزات تفضيلية للعمال الأجانب عكس السودانيين الذين يجأرون بالشكوى من جراء الظلم الذي يلحق بهم بالمؤسسات الخاصة والتي منها النقابة الفرعية لعمال سيراميك رأس الخيمة بالرغم من تأكيدات الاتحاد القومي لنقابات عمال السودان بأن العلاقة بين العامل وصاحب العمل يحسمها القانون. وكشف الماحي علي سليمان رئيس الهيئة الفرعية لعمال مصنع سيراميك رأس الخيمة عن وجود ممارسات قهرية تلحق بالعاملين مما خلق ظرفاً قابلاً للانفجار في أي لحظة.. مشيراً إلى أن العمالة الأجنبية بالمصنع تتمتع بامتيازات يفتقدها العامل السوداني والتي منها أن مرتبات 70% منهم لا تتجاوز قيمة الإعاشة للاجانب وهي تساوي (360) جنيه وهي مرتب لشهر كامل مقابل عمل (12) ساعة ويعني ذلك المرتب الأساسي الذي يتضمن غلاء المعيشة+ بدل الترحيل+ طبيعة العمل الأجر الأضافي. ومن المميزات أيضاً أن الأجنبي حين ينزل إلى الإجازة السنوية يدفع له مرتب شهر مع تذاكر سفرها ذهاباً وإياباً علماً بأن العامل المحلي عند أخذه الإجازة السنوية تخصم منه الإعاشة ومنحة السيد رئيس الجمهورية مع أن هذه المنحة لا تخضع للخصم. ويضيف الماحي في حديثه ل «آخر لحظة» إن موضوع العلاج -حدث ولا حرج- فالأجانب تدفع لهم مصاريف العلاج وتجرى لهم العمليات الجراحية مجاناً، أما السوداني فتخصم منه أيام الراحة الطبية مبيناً أن العاملين لم يحصلوا على زيادات في الأجر منذ أربعة سنين علماً بأن آخر زيادة تمت للعاملين الهنود تبلغ (300) جنيه وتمت لهم زيادات مختلفة، أما السودانيون لم يحصلوا على زيادات. وأورد الماحي بعض النماذج التي تؤكد حجم الفوارق في التعامل في إصابات العمل بين العامل المحلي والاجنبي. فأوضح أن أحد السودانيين تعرض للاصابة في عينه أثناء ساعات العمل الرسمية وبالطبع في هذا الحال تعتبر إصابة عمل وقد عملت كذلك وعندما أحضر التقرير الطبي والأورنيك المرضي وفواتير العلاج والتي تساوي مبلغاً يسيراً تدخلت المستشارة القانونية وكان بصحبتها مدير الأمن والسلامة ومعها العامل المصاب وذهبوا للمستشفى المعالج وبعد مقابلة الأخصائي المباشر لحالته ثبت لهما أن جميع الإجراءات سليمة وبعد رجوع العامل لعمله لم تصرف له فواتير العلاج وأيام العطلة المرضية وعند الاستفسار يقال له إن الأوراق فوق- أين؟ لا ندري مع العلم بأن أحد العمال المصريين أصيب في يده فحجز له في أرقى وأغلى المستوصفات السودانية وصرف عليه ملايين الجنيهات ولم يمارس عمله قرابة السنة وللوقوف على حقوق وواجبات العاملين تحدث ل «آخر لحظة» فتح الله عبد القادر أمين علاقات العمل بالاتحاد القومي لنقابات عمال السودان، فأكد أن قانون تنظيم عمل الأجانب بالبلاد يمنع التعاقد مع العمال الوافدين إلا في حالة الحرف النادرة مشيراً إلى أن العلاقة بين صاحب العمل والعاملين يحسمها القانون بتحديد الحد الأدنى للأجور بجانب تحسين بيئة العمل.