٭ ليلة ولا كل الليالي.. عايشها الوسط الرياضي بود مدني، وهو يسهر حتى منتصف الليل على غير العادة.. دون أن يطرق النعاس أجفانه أو يحس بمرور الوقت وطرقات عقارب الساعة.. وهو مندمج بكل مشاعره.. ومشدوه بكل أحاسيسه، مع مداولات الندوة الفارهة التي احضتنها شيخ أندية مدني.. نادي المدينة العريق بداره العامرة على ضفاف النيل، الذي تراقصت أمواجه فرحاً، وهو يشارك أبناء المدينة سعادتهم باجترار عبق الزمن الجميل.. وتطلعاتهم نحو غدٍ أفضل يعيد أم المدائن لسيرتها الأولي في كابينة القيادة، والريادة لكرة القدم السودانية. ٭ احتشدت باحة النادي بكل ألوان الطيف الرياضي بود مدني، وعلى رأسهم مصطفى الطيب علي وزير المالية، والأمين الهندي وزير الشباب والرياضة، وطائفة من القيادات البارزة في مجال العمل السياسي والرياضي.. وحضور لافت للإداريين واللاعبين والحكام والمدربين والأعلام.. إضافة لجمهور عريض حرص على حضور الندوة منذ انطلاقتها وحتى كلمة الختام. ٭ وازدانت الندوة القاً وبهاء بمشاركة العالم الكروي الدكتور كمال شداد، الذي وجد استقبالاً حافلاً عند دخوله باحة النادي.. بجانب ضيوف الندوة الإعلامي المعتق الأستاذ أحمد محمد الحسن والأستاذ الطيب العباسي والإعلامي علي حمدان. ٭ أدار مداولات الندوة بحنكة وتميز الهرم الإداري الكبير الأستاذ عبد المنعم عبدالعال حميدة، الذي يجمع أهل ود مدني دائماً وأبداً على تطويقه بأكاليل من أزاهير الحب والتقدير، وفاء وعرفان لما قدمه لهذه المدينة. ٭ ابتدر الحديث الأستاذ/ أحمد محمد الحسن الذي فتح كنز ذكرياته المرتبطة بهذه المدينة، ورجالاتها الأوفياء متمنياً عودتها لمكانها الطبيعي قائدة ورائدة للكرة السودانية.. ثم تحدث الأستاذ معتصم عبد السلام سكرتير اتحاد الكرة الذي عزا تدهور الكرة بود مدني نتيجة لضعف البنية التحتية وانعدام الملاعب المؤهلة لممارسة اللعبة.. ثم طاف الأستاذ الطيب العباس المحامي بالحضور في سوح القوانين التي وصفها بالضعف والتضارب الذي يتيح لكل جهة، وشخص أن يفسرها على هواها وحسب مصلحته، كما طالب بفصل السياسة عن الرياضة. ٭ أما الأستاذ والخبير سعد الطيب فقد برع والحق يقال في تحليل وتشخيص علة الكرة بود مدني.. مقدماً في نفس الوقت روشتة العلاج المتمثلة في إعادة الحياة لحركة الروابط والناشئين، مع الاهتمام أكثر بالرياضة المدرسية وابتعاث مجموعة من الشباب للخارج لتدريبهم وتأهليهم للاستفادة منهم كلاعبين أولاً، ثم مدربين وحكام وإداريين مستقبلاً.. ثم تحدث بعده الخبير الأستاذ سيد سليم الذي ناشد المسؤولين بالدولة بالمحافظة على الملاعب والساحات وحمايتها من التعدي الذي شهدته مؤخراً. ٭ وقد تخللت الندوة مداخلات من الإداري الكبير اسماعيل الكاروري، وفاصل كوميدي من المبدع كوجاك وفرقته، وفاصل غنائي من ثلاثي الجزيرة، وانفض الجمع الكريم وعقارب الساعة تشير نحو منتصف الليل. آخر السطور ٭ نسبة لضيق المساحة نؤجل التعليق حول أزمة النادي الأهلي الإدارية التي تفجرت مع الأسف عند مطلع الموسم الجديد.. وحاشية رضوان آدم التي غطست حجر سيد الاتيام.. وموعدنا الإطلالة القادمة بإذن الله.