تزوجنا وأنجبنا ثلاثة أطفال، الآن في مراحل الروضة والأساس، وزوجي مدير لشركة كبرى، يتقاضى مرتباً كبيراً وامتيازات كثيرة جعلتنا في رغد من العيش، وفي منتهى السعادة، إلى أن ظهرت سكرتيرة جديدة في منتهى الجمال يغلب عليها الأدب الجم في التعامل، وبينما كنت مشغولة جداً مع الأطفال جعلت زوجي في المرتبة الثالثة من حيث الاهتمام.. الأطفال في المرتبة الأولى، والبيت والاجتماعيات في المرتبة الثانية، وزوجي في المرتبة الثالثة. السكرتيرة الجديدة رسمت على مديرها من أول يوم، وعرفت أين نقطة الضعف، صار دوري الانشغال ودورها الاهتمام، وأصبحت راحته بالمكتب والشركة، والرتابة والملل بالبيت، وتطور الأمر سريعاً وتزوجا- رغم معارضتي ومعارضة أهله والأصدقاء- أنا يا شيخنا لا احتمل ذلك وأريد أن أطلب الطلاق، ولكني أخاف على الأطفال أن يدفعوا الثمن، أنا في حيرة أدعو لي ياشيخنا ودلني على المخرج. قلت عليك بالاستعانة بالله عز وجل والصبر عند المكاره، وعليك بدعاء الهم، فإنه يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إنه يبدل الهم فرحاً، وعلمتها سراً للاصلاح بين الزوجين، ونصحتها أن تنسى أنها زوجة، وتقوم بنفس الدور الذي قامت به السكرتيرة، الاهتمام الفائق وأن تكثر من الهدية له، وتدفع بالتي أحسن، وتظهر لها أنها راضية بالقسمة والنصيب، والتزمت بما أمرتها به وزادت فيه وحافظت على بيتها وأولادها وأبغض الحلال عند الله الطلاق. تحولت السكرتيرة إلى زوجة ثانية بالبيت، وعينت الشركة سكرتيرة جديدة، ورغم أنها متحجبة وملتزمة جداً، ولكن نار الغيرة هددت الحياة الزوجية بين المدير وزوجته الثانية، وصار يجن جنونها إذا رن جرس الموبايل أو إذا تاخر بالمكتب، أو إذا طلبته السكرتيرة الجديدة لأمر مهم.. وترى هي أنه ليس بمهم، ولم يكن ضروري الاتصال به، هكذا أصبحت المعركة بين السكرتيرة الأولى الزوجة الثانية، وبين السكرتيرة الجديدة وهي معركة طاحنة سلمت منها الزوجة الأولى وبيتها وأطفالها، وأصبح للسيد المدير كل الراحة والسعادة والاهتمام في البيت الأول، بل أصبحت الزوجة الأولى تسعى جاهدة أن تهدئ من غضب زوجها عن زوجته الثانية، وتقول له حافظ على بيتك ولا تهتم لغيرة النسوان. موقفها هذا جعلها عنده أهم من الدنيا كلها وخربت الزوجة الثانية السكرتيرة القديمة بيتها بيديها وفارقته غير نادمة. تزورني الزوجة الأولى للتحية والمجاملة وتقول لي دائماً- سمن على عسل- استجاب الله لها وأعانها في استرداد زوجها والحفاظ على بيتها وأطفالها. الحمدلله على هذا المخرج وإلى اللقاء في مخرج جديد.. قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً) صدق الله العظيم الطلاق الآية (2)