اتجهت إلى الموقف الذي تتجمع فيه مختلف سبل المواصلات وذلك كي أبادر وأقدم وأجب العزاء في وفاة أحد أقاربي.. وبينما أنا أبحث عن أسرع وسيلة تنقلني إلى تلك القرية ا لتي أقصد فإذا بأحد أقربائي يسلم علي ويشير لي بأن نركب هذا البوكس (تايوتا) لأنه متحرك الآن (...)
قالت بحرقة: إنني في نهائي طب وإن زملائي وزميلاتي يلقبوني بالمتعجرفة، قلت لما كل هذا التحامل عليك، قالت والله إني لست بمتعجرفة ولكن نشأة في أسرة متدينة وملتزمة جداً جداً وإني منذ وعيت لهذه الدنيا عاهدت نفسي ألاَّ أُغضب الله عز وجل ما حييت لا بالقول (...)
قالت بدون مقدمات إنه ورغم الفارق الكبير بيننا إلا أنني وافقت على الزواج منه، برغم معارضة أسرتي ولكني في النهاية أقنعتهم برغبتي وموافقتي.. هو زميلي بالجامعة طبعاً أنا شابة عاصمية، وهو عريبي من الجزيرة كان شهماً وغيوراً على أي بنت، ويعتبر جميع البنات (...)
دخلت علي وعليها مسحة من الحزن.. علمت أنها تشكو من مصاب جلل فأصغيت لحديثها باهتمام بالغ، وهي تسترسل في الحديث والدموع تنزل كالسيل من عينيها.
قالت: يا فضيلة الشيخ أنا بجد خنساء هذا الزمن فإني ترملت قبل أن أتزوج، وأني عشت شهور المرارة والأسى والحزن (...)
قالت وهي تجلس أمامي بأدب جم عرفته فيها منذ الصغر اني يا فضيلة الشيخ وكما تعلم بأن خطي الذي ارتضيته مسلكاً ونهجاً لي في حياتي فعلاً وقولاً وفكرًا هو الخط الديني الذي لك فيه الدور الأكبر ومن ضمن الأفكار التي تعلمتها منك ان المرأة كائن في منتهى اللطف (...)
قالت إحداهن أم سهمين لاقت راجلي وهو يحمل أكياسا بها أغراض البيض فقالت له البشيل فوق الدبر والدم ومن ساعتها الراجل شايلنو من دكتور لدكتور ومن بصير لي بصير وهو إلى الآن لا يستطيع أن يمشي مره يقولوا رطوبه ومره يقولوا عرق نسا والفقرا قالوا (وطيه) لكنه (...)
كنت في زيارة لقرية من قرى الجزيرة يرافقني عدد من الأصحاب، والتف حولنا أهل القرية كما هو حال أهل الجزيرة الذين اشتهروا بالطيبة والكرم الشديد، ويعجبني فيهم حب الضحك والمزاح، وعمل المقالب، ولولا ذلك كان من طبعهم لما كانوا ما استحملوا قسوة الحياة، وتبدل (...)
قال سدت دوني جميع السبل وأغلقت القلوب أبوابها في وجهي وصار الناس جميعهم على حد السواء يبغضونني ويفرون مني كما تفر النعاج من الذئاب لا أعرف احد يحبني ولا يبتسم في وجهي اصبحت مكروه لدى جميع الناس واذا حضرت مراسم عزاء أو مناسبة فرح يشيح الناس وجوههم (...)
شاب صغير جداً من تلاميذي جاء ليودعني حيث أنه مسافر للدراسة بكندا، وكانت هي المرة الأولى للسفر بعيداً من ماما وبابا، وأيضاً من شيخه.. قال جئت اودعك وأني أطلب منك أن لا تنساني أبداً، وادعو لي الله عز وجل بالتوفيق والنجاح والحفظ والسلامة، حتى أعود إلى (...)
كنا في رحلة بالطائرة الأثيوبية أنا وبعض أصحابي قادمين من دبي إلى الخرطوم، وبعد أن نزلنا قليلاً أقلعت بنا الطائرة من مطار أديس ابابا، وكان الوقت ليلاً والسماء ملبدة بالغيوم، وذلك لأننا في موسم الخريف، كان معظم الركاب من السودانيين، وبعد أن أقلعت (...)
دخل عليّ مجموعة من السودانيين وهم يقودون رجلاً لا يكاد يمشي من شدة كبر بطنه، لدرجة أنهم فتحوا ضلفتي الباب قلت لهم: تفضلوا أجلسوا وافسحوا مكاناً لمريضكم.. قالوا هو رئيسنا في الشغل وهو في حالة لا تسمح له بالجلوس- الوقوف أو الرقاد فقط.. قلت: دعوه (...)
قال: أنا موظف أشتغل بإحدى الشركات وإني أتقاضى مرتباً لا بأس به ولي أسرة صغيرة أعولها.. فقط مشكلتي يا فضيلة الشيخ أن جيببي به «ساحوتة».. ماذا تعني بكلمة ساحوتة؟.. قال: أقصد الساحق والماحق لا أضع مبلغاً من المال داخل جيبي إلا ويتبخر حالاً ولا يبيت مال (...)
هي موظفة أحسبها تقية، شغلها عالم الوظيفة والفايلات والملفات ومجاملات الزملاء، والتنافس للصعود إلى الدرجة لنفسها، خفت بريق الشباب، وبدأ القطار في إطلاق صفافير التحرك، وقد تصاعد الدخان عالياً إلى عنان السماء، وقطار العرس يتجه إلى حيث مغيب الشمس، وكأنه (...)
الشارع المقصود هنا هو شارع افريقيا أو شارع المطار- كما يسمونه- والنفق هو ما أنشئ حديثاً في تقاطع السوق المركزي، والمدرسة نقصد بها مدرسة حلويات سعد الثانوية بنات، وقد يتساءل البعض عن ما علاقة هذه المسميات الثلاثة، ولكن لطبيعة ما نكتبه في هذا العمود (...)
تزوجنا وأنجبنا ثلاثة أطفال، الآن في مراحل الروضة والأساس، وزوجي مدير لشركة كبرى، يتقاضى مرتباً كبيراً وامتيازات كثيرة جعلتنا في رغد من العيش، وفي منتهى السعادة، إلى أن ظهرت سكرتيرة جديدة في منتهى الجمال يغلب عليها الأدب الجم في التعامل، وبينما كنت (...)
كنت قد أقمت ليلة شهد الله عز وجل أنها ليلة دينية بمعنى الكلمة بدول عربية إسلامية، وقد حضرها عدد كبير جداً من الناس وشخصيات إسلامية معروفة من دول إسلامية شتى، وكانت تظهر بقوة ملامح كرمنا السوداني الذي نعتز به، ولا نرضى أبداً أن يقال إن هناك شعباً (...)
قالت أنا من أسرة محافظة أحفظ عن ظهر قلب الخطوط الحمر التي لا أتجاوزها أبداً في دخولي للجامعة.. ورغم ثقتهم الشديدة بي أقصد أسرتي.. إلا أنهم راجعوا معي تلك القوانين لمجرد التذكير وهي لا صداقة مع أي بنت إلا بالتأكد من سلوكها وأخلاقياتها.. وأن لا زمالة (...)
زوجي يعمل في العقارات، وظروفنا الحمد لله، وأولادنا في أحسن المدارس الخاصة، وفي مرة زارني نسوة من الجيران وكما هي عادة النساء فرجتهنَّ على «دقة» جديدة من الذهب اشتراها لي زوجي حديثاً، أبدينَّ اعجابهنَّ بالذهب وفي أثناء شرب القهوة قالت لي احداهنَّ: (...)
قد اتفقت وصديق على الشراكة في إقامة شركة للنقل بيننا الاثنين وعملنا لذلك جميع الخطوات القانونية وبدأنا فعلاً في شراء ثلاث عربات مارسيدس مقطورة ورأس لكل مقطورة، وقمنا بترخيصها وإنزالها إلى السوق، وبعد فترة بسيطة اقترحت أن نزيد عدد العربات لكثرة (...)
قال أنا زعيم لايحل ولا يربط مجرد صورة أنا في وادي والناس في وادي آخر، نجحت ووصلت إلى أعلى الدرجات التعليمية وفي أرقى الجامعات الأوربية أما في الواقع المعاش فقد فشلت فشلاً ذريعاً لا أكاد أعرف الناس ولا أعرف مايفرحهم أو ما يغضبهم، ولا أكاد أعرف أي (...)
لي صديق إماراتي من قبيلة كبيرة من قبائل البدو.. حكى لي أنه ومعه عاملين وعدداً كبيراً من الإبل نزلوا بالقرب من عزبة رجل بدوي من قبيلة أخرى تتبع لإمارة أخرى.. وكان لديه أيضاً عدد كبير من الإبل وهو مثلنا من هواة تربية الإبل العربية الأصيلة.. لم نلبث (...)
ولدت بحي شعبي جداً بالخرطوم، وكنت ابن أسرة عادية.. وكنا مجموعة من أولاد الحي في نفس السن ونفس المراحل الدراسية، نلعب الكرة مع بعض، ونذهب لزيارات الأصحاب مع بعض، ولا نفترق إلا قليلاً، وكنا نحب بعضنا البعض حباً مبالغاً فيه، لا نعرف أن هذا جعلي أو هذا (...)
أشعل بعض تجار السوق ناراً بفتنة بين الابن ووالده، فكبرت المسألة وتتطورت حتى دخلوا المحاكم.. كلنا نعلم أنك أنت ومالك لأبيك، هذه هي تعاليم الإسلام الخالدة، والموضوع عندما تدخلت للصلح أخبرني به الأب، أنه اقترض مبالغ مالية من ابنه الذي كان يدير عملاً (...)
عرفني بنفسه وقال إن اسمه كبير، ودخله كبير، وبيته كبير، وهو شخصية مرموقة، وقال النجاح حليفي، ولكن البخل يلاحقني، وسمعته تسبقني أينما مشيت منذ الصغر، كنت أصغر أخواني، وكانوا يأخذون دائماً حلوتي والعابي بالقوة، مما أورثني البخل والدس وحب النفس، فصرت (...)
قالت والدتي- جزاها الله خيراً وأطال عمرها- إنها علمتني منذ دراستي بالصف الثالث أساس أن أدخل المطبخ، وأن استمتع باعداد الشوربة والسلطات والدكوة بالشطة والليمون، وشيئاً فشيئاً تطورنا إلى درجة كانت تلقبني وتناديني دائماً بأني طباخة الريس، وأنه ما عاش (...)