فجعت البلاد برحيل فنان أفريقيا الأول محمد عثمان وردي الذي حدثت وفاته في الساعة الثامنة من مساء أمس بمستشفى فضيل بالخرطوم، إثر علة لم تمهلة طويلاً، ويوارى جثمان الفقيد الثرى في الساعة الثامنة من صباح اليوم بمقابر فاروق، وتقاطرت جموع عضوية اتحاد الفنانين ومحبي الفنان وردس لأداء واجب العزاء في الفقيد بمنزله بحي المعمورة بالخرطوم، ونقل وزير الإعلام الباشمهندس عبدالله مسار تعازي رئاسة الجمهورية في فقيد السودان وترحم على روحه وأبلغ تعازيه لأسرته، وكان في مقدمة الحضور داخل منزل الراحل بالمعمورة الشاعر الكبير إسحاق الحلنقي الذي وصف في تصريح لآخر لحظة أمس الفنان وردي بالهرم الغنائي الشامخ، مشيراً إلى فقد رفيق الدرب، مبيناً أن الفقيد عبر في أغنياته الوطنية عن وجدان الشعب السوداني في كل الحقب، مؤكداً أنه ترك إرثاً غنائياً للأجيال التي ستأتي بعده، وغالب الحلنقي دموعه وهو يقول رحل رفيق الدرب ولكنه ليس بعزيز على الله. ومن جهته عبر الفنان الشاب طه سليمان عن بالغ حزنه على رحيل وردي الذي وصفه بالإمبراطور، وكشف طه عن تخطيط وردي لمشروع غنائي له يتكون من مجموعة أعمال من ألحانه، وكان مقرراً أن يرى النور خلال الفترة القادمة ولكن القدر شاء أن يرحل وردي قبل ذلك، وتشير آخر لحظة إلى أنها قد أجرت حواراً مع الراحل سينشر في الأيام القادمة. والفقيد من مواليد 1932بقرية صواردا جنوبي مدينة عبري بالولاية الشمالية، واشتهر وردي بأكثر من 88 عملاً وطنياً أشهرها الأكتوبريات، وهي مجموعة من الأغنيات الوطنية. غادر وردي السودان في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري وعاد بعد ثورة أبريل في العام 1986م.