كثرت هذه الأيام الإصابة ببعض الأمراض التي يلعب التلوث فيها سبباً رئيسياً (تلوث الماء أو الأكل)، خاصة في المستشفيات والمدارس والمرافق الحكومية الأخرى ألا وهو حمى التيفوئيد سيناريو العدوى: هو مرض بكتيري تسببه بكتيريا تسمى السالمونيلا التيفية وتنتقل مباشرة من شخص لآخر عن طريق المياه أو الأطعمة الملوثة- ويحدث التلوث نتيجة لخروج البكتيريا مع غائط أو بول الشخص المصاب أو حامل الجرثومة الذي لا تظهر عليه أعراض المرض ولكنه يخرج الجرثومة مع الغائط أو البول (أي مع فضلات الإنسان)، والناقل الأساسي للجرثومة هو الذباب، كما أن الطعام الذي يلمسه حاملو المرض يمثل وسيلة أخرى لنقل العدوى- لذا يجب التمتع بأنظمة صحية جيدة ليمنع التلوث الذي يسمى التيفوئيد- نسبة الإصابة بهذا المرض تزداد بتراجع المستوى الصحي والبيئي للسكان، حيث إن هذه البكتيريا تموت بالغليان وتقاوم الجفاف والتجميد، وبإمكانها العيش عدة أيام في الماء- لقد وجد أن المرضى المصابين بحصى المرارة قد أصبحوا مصدراً أساسياً في نقل العدوى، حيث إن البكتيريا يمكنها التعايش في كيس المرارة- تنتشر البكتيريا التيفية في الكبد والدماغ والطوحال والعظم. كيف يظهر المرض؟ تظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع بعد أن تدخل الجرثومة جسم الإنسان، وخلال الأسبوع الأول تبدأ الأعراض والعلامات تدريجياً متمثلة في الحمى المرتفعة والصداع والآلام في المفاصل وفقدان الشهية والقشعريرة والضعف العام، وفي نهاية الأسبوع يكون المريض راقداً بالفراش مع آلام بالبطن مصحوبة في أغلب الأحيان بإمساك، وارتفاع درجة حرارة الجسم يصاحبها انخفاض في ضربات القلب، في نهاية الأسبوع قد يظهر طفح جلدي سرعان ما يختفي، وفي الأسبوع الثاني تواصل الحرارة الارتفاع وتبدأ ضربات القلب في التسارع ويكون الفم جافاً وشاحباً، وتظهر أعراض الإعياء أكثر على المريء مع ظهور الهذيان والبطن تكون منتفخة، مع حدوث إسهال مائل للاخضرار، في هذه الفترة قد تحدث بعض المضاعفات- في الأسبوع الثالث تبدأ الحرارة في الانخفاض وتبدأ بعض الأعراض من إسهال وانتفاخ بالبطن بالاختفاء، مع عودة الشهية ما لم تحدث مضاعفات والتي سيرد ذكرها لاحقاً إن شاء الله، فإن حالة المريض تتحسن بنهاية الأسبوع الثالث- تختلف أعراض حمى التيفوئيد وخطرها اختلافاً كبيراً، وقد تكون بدايتها على شكل تشنجات وصداع حاد وهذيان- تعتبر حمى التيفوئيد من الحميات المعدية التي تتميز بإصابة الأمعاء والتأثير على الجسم بأكمله. التشخيص: يعتمد التشخيص على الفحص السريري من الأعراض من انتفاخ البطن وتضخم الطوحال إلى غيرها من الأعراض- تحليل عام معملي للدم والبول والبراز وكذلك (التزريع)- نقص عدد كريات الدم البيضاء وارتفاع نسبة الترسيب- فحص (فيدال) وهو فحص خاص للتيفوئيد ونظيره التيفوئيد ((WIDAL TEST وإلى غير ذلك من الفحوصات التي يراها الطبيب المعالج. ملاحظة: قد تشبه أعراض وعلامات حمى التيفوئيد بعض الأمراض الأخرى مثل الملاريا والانفلونزا والسل (الدرن)، والالتهاب الرئوي.. الخ العلاج: يختلف العلاج على حسب حالة المريض من خافضات للحرارة ومحاليل وريدية وفيتامينات ومضادات حيوية وتغذية جيدة.. الخ الوقاية خير من العلاج: تتم بالآتي: الحفاظ على النظافة العامة والغسل الجيد للخضروات والفاكهة- تطهير مياه الشرب ومنع تلوثها- التخلص من الفضلات بالطرق السليمة وخصوصاً الفضلات الآدمية- بسترة اللبن أو غلي اللبن على الأقل مرتين قبل الشرب- عزل المصاب وإبعاده عن العمل بالمطاعم والمقاهي حتى شفائه- غسل اليدين قبل الأكل جيداً- عدم تناول الأطعمة من الباعة المتجولين وبخاصة السندوتشات الجاهزة لأطفال المدارس والآيسكريم. المضاعفات: (نادرة الحدوث) تحدث في حالة إهمال العلاج وعدم اكتمال المدة المخصصة للعلاج، ومن أهم المضاعفات النزيف من جدار الأمعاء المقرحة، لذلك تجب مراقبة براز المريض، وانفجار الأمعاء غالباً ما يؤدي إلى وفاة المريض، وفي هاتين الحالتين يزداد النبض وتهبط درجة الحرارة ويهبط ضغط الدم والتهاب المرارة- التهاب الكُلى- التهاب العظام والمفاصل- التهاب السحائي والتهاب الأعصاب- سقوط الشعر في بعض الحالات- التهاب الغدة النكفية- التهاب الرئة والتهاب الأوردة الخثرى مما قد يؤدي إلى انسداد في أوردة الأرجل وهذا نادراً جداً- التهاب عصب السمع مع احتمال زوال السمع- نزف الأنف. ماذا يأكل مريض التيفوئيد؟ العصائر والسوائل المختلفة خاصة عصائر الفاكهة والأطعمة المسلوقة والمطحونة الحاوية على الفيتامين- البروتينات والسكريات اللازمة- الأطعمة المطبوخة جيداً.