تصدت القوات المسلحة لهجوم غادر لمتمردي الجبهة الثورية صباح أمس على منطقتي «بحر أبيض» و«جاوا» بجنوب كردفان، وانطلق المتمردون الذين يمثلون تحالف حركات دارفور والحركة الشعبية- قطاع الشمال (الجبهة الثورية)، من داخل أراضي دولة الجنوب وبدعم مباشر من الجيش الشعبي، ودخلوا في معارك ضارية مع القوات المسلحة منذ السادسة من صباح أمس في «بحر أبيض» التي تبعد نحو ستة كيلو مترات داخل الأراضي السودانية، فيما شنت قوات متمردة أخرى تقودها حركة العدل والمساواة، هجوماً على «جاوا» التي تزعم حكومة الجنوب أنها تتبع لها. واعتبر السودان أن الهجوم بداية حرب، وأكدت القوات المسلحة أن الجيش الشعبي لدولة الجنوب يقف وراء الهجوم، وأكد العقيد الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم القوات المسلحة ل(آخر لحظة) أن المعارك لا زالت مستمرة في بحر أبيض وأن القوات المسلحة تقاتل ببسالة لرد الهجوم، معتبراً ما يحدث من معارك بأنه عدوان خارجي تقف وراءه دولة الجنوب، وأن الهجوم يأتي في سياق مخطط يهدف إلى إشعال الحرب في جنوب كردفان ومن ثم التوجه لإسقاط الحكومة في الخرطوم. وقال الصوارمي في مؤتمر صحفي أمس بوزارة الدفاع، إن القوات المسلحة ظلت تراقب عن كثب مخطط حكومة جنوب السودان ودعمها المباشر للمتمردين، وقال إن الجيش الشعبي بجوبا ظل مرتبطاً بالفرقتين (التاسعة والعاشرة) للجيش في جنوب كردفان والدمازين رغم انفصال الجنوب، وإن جوبا تدعم الفرقتين بالمؤن والعتاد الحربي، فضلاً عن رعايتها لمؤتمر توحيد حركات دارفور والحركة الشعبية- قطاع الشمال الذي انعقد في 16 فبراير بمدينة بور، كما أسست مركزاً للقيادة المتقدمة للتمردين في منطقة (منقة) بولاية الوحدة وبإشراف مباشر من تعبان دينق والي الولاية. وأضاف العقيد الصوارمي أن وفد الحكومة حذر وفد دولة الجنوب في مفاوضات أديس أبابا وطالب جوبا بالكف عن دعم المتمردين لكن دولة الجنوب استمرت في مخططها، إذ شن المتمردون هجوماً خلال اليومين الماضيين على مناطق الدار والربكاية.وأعلنت حركة العدل والمساواة مسؤوليتها عن الهجوم على منطقة (جاوا) وقالت إنها شنته بالاشتراك مع الجبهة الثورية.وأعلنت وزارة الخارجية الشروع في تقديم شكوى إلى مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي ضد دولة جنوب السودان التي دعمت الهجوم (تخطيطاً وتنفيذاً) على منطقة بحر أبيض، وقالت في بيان لها إن قوات (الجبهة الثورية) هاجمت المنطقة بأكثر من ألف وخمسمائة مقاتل مدعومين بأعداد مقدرة من ضباط وجنود الجيش الشعبي التابع لدولة الجنوب. وقالت الخا جية إن الهجوم يأتي بعد أسبوعين من توقيع مذكرة تفاهم بعدم الاعتداء وعدم دعم الجماعات المتمردة، مؤكداً احتفاظ السودان بالرد على العدوان.