وإذا اعتبرنا إن هذه الأنواع وغيرها تحتاج لأن تكون لها آلية فأننا نحتاج لدراسة هذه الآلية ووضع الطريقة التي تعمل بها وإذا بدأت بوضع ملامحها فأنها تحتاج إلى جهاز اجتماعي وسياسي واقتصادي بمن يمكنه من لفظ ونبذ مثل هؤلاء حتى لا يتوالدون ويتكاثرون ويصعب محاربتهم. كثير من الناس يقللون من قيمة الفن والفنانين... ولا يتنبهون إلى أن جزء أصيلاً من تكويناتهم الشخصية قد انبنت على ما نهلوه من بحور الفن... وبالتأكيد أن المعلومة التي تصاغ بقافية... وتجد التلحين المناسب... ترسخ في الذهن أكثر من الاكاديميات... وفي ذلك يحضرني قول الأستاذ الذي يصل لدرجة الروائي - كما صنفه بعض اقرانه من كتاب الرواية وحتى كتاب الأعمدة الصحفية - أقول أنه الأستاذ عمر خليل عبد الله كاتب الزاوية الشهيرة «عابر سبيل».. اقرب لانصاف الفن والفنانين.. ما ورد في كتاب «أوراق من رحلة الحياة» لكاتبنا الكبير... ذي الميول الروائية الموغلة في وصف الحقائق كما هي... وحتى وصف الشعور والحس الذي ينتاب من يعايش اللحظة... فقد قال في فقرة من الكتاب: «كانت أم كلثوم متزوجة من الدكتور حسن الحفناوي اخصائي الامراض الباطنية واستاذ كرس الباطنية بطب جامعة عين شمس فعندما كان يدخل قاعة المحاضرات كان الطلاب يتهامسون فيما بينهم قائلين:«أسكت انت وهو.. جوز الست وصل».. سبحان الله.. احد عباقرة الطب ينصهر اسمه في بوتقة الست لطغيان شهرتها عليه واعتقد ان هذا كان سبباً رئيسياً في انفصالهما بعد حين...!» الاستاذ عمر خليل من مواليد فريق المحس بالمديرية الشمالية.. وقد درس بالقاهرة من الابتدائية وحتى الجامعة.. تخرج من كلية التجارة جامعة الأزهرة عام 1967م شعبة »محاسبة«... عمل بالبريد والبرق وتركها وهو يشغل منصب مدير بريد الخرطوم المركزي عام 1983م .. تحصل على دبلوم فوق الجامعة من المعهد العالي العربي للبريد بدمشق عام 1976م بتقدير امتياز... متزوج وأب لخمسة ابناء وبنت واحدة. وقد انتقل الى مثواه الأخير عام 2006م. عليه رحمة الله.