إرتبط بأذهان الكثيرين أن الزبون الذي يتخذ من الفنادق مكاناً لنزوله- سواء في العاصمة الخرطوم أو في خارج السودان- ذلك يعني أن الزبون متيسر الحال. ولكن داخل «لوكندات» وفنادق وسط الخرطوم وتحديداً منطقة السوق العربي، إن هذا المفهوم يتلاشى ويصبح لا وجود له، فالأسعار هنا تعتبر أكثر من زهيدة، ويستطيع أي شخص ينزل بها. وهذا ما تأكد لنا عند زيارة إحدى «اللوكندات» الواقعة شرق شارع الحرية، حيث سألنا صاحبها عن أكثر الشهور التي تزدحم فيها «اللوكندة» ونوعية النزلاء، وهل يكون بين النزلاء نساء، وعن الأسعار؟ فكانت إجاباته مؤكدة لما ذكرناه إنها زهيدة، حيث قال إن سعر إيجار السرير الواحد يتراوح ما بين خمسة إلى ثمانية جنيهات، فيما يتراوح سعر الغرفة ما بين عشرة إلى خمسة عشر جنيهاً، مؤكداً أن الغرفة تحتوي على سرير وتربيزة وشماعة وكرسي، وتتوفر بها مروحة كهربائية، وحافظة مياه، وأيضاً هناك غرف بها سريران وثلاثة واربعة.. وأشار إلى أن أكثر الشهور إقبالاً هي ما بعد عيد الأضحى، وفي شهر شعبان، وأن أغلبية النزلاء هم مرضى ويتابعون حالتهم مع أطباء، والقليل من النزلاء يتواجدون بصورة دائمة، وهم موظفون وتجار.. وأضاف أن الطلاب لا محل لهم في هذه «اللوكندات». وذكر أن من الزبائن الذين يأتون اليهم من يملك المال، ويستطيع النزول بافخم الفنادق، ولكن أجواء «اللوكندات» قريبة إلى أجواء المنزل، فهناك الحوش، وموية («الزير»، مؤكداً أن الحوش عنصر أساسي في «اللوكندة»، وأشار إلى أن هناك نزلاء من النساء، ولكن \ الغالب برفقة أسرهم. وختم حديثه قائلاً: نحن نشكو من الرسوم المفروضة علينا، فهي لا تتناسب مع مدخلات «اللوكندة»، ونحن نعامل معاملة الفنادق الكبيرة في الرسوم التي تفرضها المحلية.