أجواء الانتخابات التي تخيم على البلاد بشكل عام لم تترك مكاناً خالٍ من تأثيراتها، ومن بين هذه الاماكن الفنادق «والشقق المفروشة» التي عادت الحياة تدب في أوصالها مرة أخرى بعد ان انتكست الخدمة الفندقية بشكل لافت في الفترة السابقة، وكان الاضمحلال يسيطر على حركتها. ولكن بحلول الانتخابات ازدحمت هذه الفنادق بالنزلاء نسبة لحضور عدد كبير من البعثات الأمنية لمراقبة الانتخابات بمختلف الجنسيات الاوربية والافريقية والآسيوية ،ومن الملاحظ ان أسعار الفنادق ثابتة كما هي لم تطرأ عليها أية زيادة مالية ولكن الشقق المفروشة شهدت زيادة في أسعار ايجارها قبل أسبوع من الآن. «الصحافة» وقفت على هذا الحراك غير العادي الذي طرأ على الخدمة الفندقية من داخل فنادق الخرطوم بمستوياتها المختلفة حيث تحدث إلينا أشرف محمد نائب مدير المبيعات في فندق كورال «هلتون سابقاً» الذي قال ان هنالك زيادة بنسبة كبيرة في عدد النزلاء مقارنة بالشهور الماضية موضحاً ان الزيادة جاءت أكثر من المتوقع وضرب مثلاً بالحركة التي شهدتها الفنادق أيام مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر التي كان اقبال النزلاء فيها فوق المتوقع. وقال إن النزلاء حالياً معظمهم مراقبون أجانب واعلاميون من القنوات الفضائية العالمية. وقال ان الأسعار ثابتة كما هي ولأن الفندق يتعامل بنظام المجموعة بل هناك تخفيض نسبي، وتحدث عن انتعاش الوضع بصورة عامة بالنسبة للخدمة الفندقية. ومن هناك دخلنا إلى برج الفاتح حيث كان من الصعب التحدث إلى أية جهة بالفندق ولكن من خلال تجوالنا في الفندق كان مكتظاً بالأجانب حيث كان الوفد الأوربي بأكمله مقيماً في برج الفاتح. وواصلنا في شارع النيل حيث وصلنا فندق «ڤيلا قراند هوليداي» حيث تحدث إلينا محمد زكي مدير قسم الغرف الذي قال ان نسبة النشاط قبل الانتخابات في مارس كانت منخفضة بنسبة 40% لعدم وجود المستثمرين والشركات الاجنبية وهذا حال السوق السودانية الفندقية بشكل عام. ومع قدوم ابريل انتعشت الفنادق بصورة نسبية وامتلأت بشكل كامل يوم الخامس والسادس والسابع من أبريل، والنزلاء المتواجدون حالياً وفد اعلامي من BBC لندن ووفد اعلامي من الفضائية المصرية و20 مراقباً من مصر وكل مجموعة الاتحاد الافريقي وكل الحجوزات تمت قبل نهاية مارس. وكغيره من الفنادق لم تشهد اسعاره أية زيادة وان هناك تخفيضات لتشجيع الوفود. ومن شارع النيل توجهنا مباشرة إلى وسط الخرطوم حيث توجد عدد من الفنادق الراقية، وفي فندق «ريجنسي» (المريديان سابقاً)، حيث تحدث إلينا أحد الموظفين طلب عدم ذكر اسمه بالفندق وقال ان هنالك زيادة ملحوظة في عدد النزلاء ولكن الاسعار كما هي وهناك حراك في الخدمة الفندقية وزيادة في الدخل اليومي للفندق بصورة ممتازة وأوضح ان النزلاء كلهم من الاجانب ولكن رغم ذلك لم تمتلئ غرف الفندق إلى حد الازدحام وعزا ذلك إلى كثرة الفنادق المنتشرة في الخرطوم مقارنة بعدد الفنادق في وقت سابق كانت تحسب بعدد أصابع اليد الواحدة لذلك كان يحدث ازدحام .وقال مع ان هذا الانتعاش مؤقت أو موسمي إلا انه سيحقق أرباحاً هائلة لأصحاب الفنادق وبالنسبة لفندق ريجنسي فهناك ازدياد في النزلاء بنسبة 70% من ذي قبل. ومنه إلى فندق «بلازا» المجاور له، حيث لم يكن مدير الفندق موجوداً، رفض الموظفون التحدث إلينا ولكن لاحظنا ان هناك حركة نزلاء في استقبال الفندق. وفي منطقة الخرطوم «3» حيث تنتشر أعداد كبيرة من الشقق المفروشة التقينا أحد أصحاب مكاتب العقارات الذي قال ان هناك طلباً متزايداً للشقق المفروشة، ولكن ليس بنسبة 100% مع وجود ارتفاع في أسعار ايجار الشقق لليوم الواحد والتي ما بين 50-100جنيه وبالنسبة للشقق الكبيرة تختلف حسب السعة والفرش ، وقارن بين الشقق والفنادق حيث قال ان الفنادق هي صاحبة المكسب الكبير لأنها تقدم خدمات متكاملة للمستأجرين ولكن عند ايجار الشقة يحتاج النزيل إلى من يخدمه. وقالت أحد مالكات البنايات «شقق مفروشة» لا توجد لديها أية شقة خالية منذ ثلاثة أيام ووجود هؤلاء النزلاء أدى إلى زيادة الانتعاش في المنطقة وازدياد طلباتهم من المحلات التجارية. ومن الواضح أن أسواق الخدمة الفندقية تنتعش مع المناسبات فقط ،أما في الأيام العادية تكاد الفنادق تكون خالية من النزلاء. وبما انها تنشط بالمناسبات لابد من التخطيط السليم حتى تتم المحافظة على استثمارات الفندقة والسياحة وخلق المناسبات لجعلها سوقاً دائمة.