فجر هذا اليوم الأربعاء، نكون قد عدنا من زيارة الأراضي المقدسة، وأداء العمرة، والتشرف بالنظر إلى الكعبة المشرفة، وأداء صلاة الجمعة في الحرم المكي الشريف، ثم زيارة المدينةالمنورة والتشرف بزيارة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والسلام عليه، والبقاء في حضرته منذ يوم السبت الماضي حتى مساء الاثنين. رحلة روحية كنا في حاجة إليها من عدة نواحٍ، أهمها التزود بدفعة روحية وإيمانية تقوينا وتوثق رباطنا أكثر بالله سبحانه وتعالى، ثم تقوية الروابط بيننا نحن زملاء المهنة الذين تشرفوا بتلبية الدعوة الكريمة التي قدمها لنا صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود - جزاه الله خيراً - لأننا قلّ أن نجتمع، وبمثل هذا العدد في مكان واحد - وأي مكان هو - لمدة أسبوع كامل، نتفرغ فيه للعبادة، ونتقرب فيه أكثر لله عز وعلا، ونتقارب فيه بعيداً عن «منغصات» المهنة و «عناء» العمل وضغطه المتواصل، إضافة إلى التواصل مع الأهل والأصدقاء وأبناء السودان العزيز في هذه الأرض الطاهرة. عدنا إلى مدينة «جدة» مساء الاثنين، وظللنا طوال يوم أمس نعيش حدثين مهمين على المستوى الاجتماعي والمهني، هما تكريم عزيز وغالٍ علينا من اللجنة العليا لتكريم المبدعين التي يقودها الأستاذ الجليل محمد الحسن الهواري، ونفر من خيرة أبناء السودان في المملكة العربية السعودية، وتشرفنا فيها بلقاء عدد من الزملاء والأصدقاء الذين اختاروا الإقامة والعمل هناك، وذلك مساء الاثنين الأول من أمس، ثم تكريم آخر من مجموعة «وهج الحروف» لوفدنا الإعلامي الذي يزور الأراضي المقدسة مساء أمس الثلاثاء. وقد سبق هذين التكريمين تكريم من أبناء الجالية السودانية في المدينةالمنورة مساء الأحد الماضي، سيظل خالداً وباقياً في دواخلنا ما بقينا على هذه الدنيا. ونحن نعود إلى بلادنا بعد غيبة امتدت لأسبوع ونحن نمثل صحافتنا وإعلامنا، ويقود وفدنا البروفيسور علي شمو الخبير الإعلامي العالمي، لا نملك إلا أن نتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز، ولجامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية، وللبروفيسور عز الدين عمر موسى عميد كلية الدراسات الإستراتيجية، ولسعادة سفير المملكة العربية السعودية بالسودان السيد فيصل بن حامد معلا ولكل الذين سدوا منافذ التعب والرهق أمامنا حتى نكمل أداء الشعائر والواجبات بكل يسر وطمأنينة، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنهم أجمعين صالح الأعمال، ولا نملك أن نعبر عمّا في دواخلنا لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز إلا بالدعاء له وللأسرة المالكة الكريمة حفظهم الله أجمعين وحفظ بلدينا من كل سوء بإذنه تعالى.. والشكر لله من قبل ومن بعد.