اثنتان وعشرون عاماً بالتمام والكمال... لا معارضة فترت.. وانهكت من مخططاتها... ولا حكومة استطاعت اقناع معارضيها إما بالانضمام لها... ولم شملهم... ولا حتى اقناعهم ب «الفركشة»... !! إثنتان وعشرون عاماً مضت... وفي كل يوم تغلي الساحة بمشكلة جديدة قديمة في ذات الوقت... كأن تصرح المعارضة بتعهدها باسقاط النظام بكل السبل... في كل عام ينطلي هذا التصريح باللون الأحمر على صفحات الصحف... ويذاع في التلفاز، والإذاعة، والمنتديات.. والورش... مئات المرات... بل آلاف مؤلفة، ثم... احسبها في تلك الاثنتين والعشرين عام....! الأدهى من كل ذلك... أن الحكومة «ذات نفسها»، تتفنن في تسويقها للخطوط الموجبة للون الأحمر في الصحف... نسمع في كل عمر الإنقاذ، سعيها الدؤوب لراحة المواطن.. وتذليل كافة العقبات التي تعترض سبيل عيشه الكريم.. بل وحتى رفاهيته .. واذا تركنا هذا جانباً... وتوغلنا إلى ما هو «أحمر» من كل ذلك، نلمح بطرف العين... تلك الخطوط المدلاة من فوهة براكين الحروب المهلكة للبلاد والعباد.. تلك الحروب التي تبدو على شكل مناكفات هنا... ومشاكسات هناك.. وحتى مماحكات بين هنا وهناك.. وهذا هو الحال... طيلة الاثنتين والعشرين عام...!!! المنطق البدهي يقول: ما الذي جعل الحكومة في حالة وعود دائمة... لأن ذات المنطق يقول... أن الوعد لا يكون عادة بمئات السنين... لأننا بشر، ولأن أعمارنا متوسطها لن يصل إلى هذه المئات !!... فهي عادة ستينات أو سبعينات... وبهذه الطريقة - إن تحققت الوعود - لن تواكبها اجيال كثيرة... !! كذا الحال بالنسبة للمعارضة، فانها ستجد السبيل لاسقاط النظام، بعد ثلاثمائة عام..!! ربما شئ مبك مضحك في آن واحد، ولكنني أسأل ان كان هذا هو الحال.. مالذي يهمني من كل ذلك... إن كنت متيقن أنني لن أعاصره..؟!