لا أعرف إلى متى سيظل دعاة المساواة بين الرجل والمرأة يعتلون المنابر، ويدبجون الخطب فيما لا طائل له، ولو أنهم استفادوا من تلك الحماسة فيما يفيد أو في شأن آخر لكان أجدى لهم!فاستخدام كلمة (مساواة) أصلاً غير منطقي، ولا مقبول، أو بالأصح غير ممكن، لأن معناها المماثلة والمطابقة في كل شيء.. ومن الاستحالة المماثلة والمطابقة بين الرجل والمرأة لا فسيولوجياً (التكوين الخلقي)، ولا نفسياً، ولا في أي وصف ظاهري، أو باطني أو حتى في الميول والرغبات والاستعداد الفطري للتعامل مع المعطيات الكونية، فلا المرأة بإمكانها حفر الآبار.. ولا الرجل باستطاعته الحمل والإرضاع مثلاً! ومهما ادعى المنادون بنظرية المساواة بين (الرجل والمرأة) بأن الزمن تغير وأصبحت المرأة شريكة ومتساوية في كل شيء.. فإن هذا القول مردود عليهم بأن تغيير الأزمنة والظروف لا يمكنه إطلاقاً تغيير الثوابت، وإذا اختلف الناس في الآراء في أي مسألة حياتية فلا حكم أفضل من القرآن لأي معضلة، فهو لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.. فقد جاء في كتابه العزيز: (لهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة..) فالمساواة هنا فقط في الحقوق والواجبات، لكن للرجال درجة بالأفضلية، وقال تعالى:(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا)، فالقوامة هنا بالتفضيل وبما أنفقوا، وقال العزيز الحكيم على لسان امرأة عمران عليه السلام: (فلما وضعتها قالت ربي إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى)، وقال تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها..)، فالنفس الواحدة هنا هي آدم عليه السلام الذي خلقه الله بقدرته بأن يقول للشيء كن فيكون ونفخ فيه من روحه قال تعالى:(ونفخت فيه من روحي..)، وبعد خلق آدم أخرج حواء من ضلعه وتلك هي علة الأمر بالسجود لآدم دون حواء.. لأن فيه من روح الله وهو أصل الخلق..إذن فالعلاقة بين آدم وحواء أصل وفرع، تابع ومتبوع مما ينفي إمكانية المساواة، وهذا ليس من شأنه التقليل أو الإزدراء بالمرأة، فلكلٍ وظائفه وصفاته التي لا تصلح للطرف الآخر وقال تعالى:(وللذكر مثل حظ الأنثيين)، وتلك أيضاً درجة للرجال لاختصاصهم بحكم التكوين والصفات بما لا تستطيعه المرأة وإن استطاعت فإنها غير مكلفة به شرعاً.إذن فالعلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة تكامل ومشاركة لإعمار الكون كل في مجاله، قال أستاذ الفيزياء للطلاب وهو يتحدث عن الأوزان:(إن وزن كيلو حديد يساوي وزن كيلو قطن)، فسأله أحد الطلاب إذا وقع على رأسك كيلو حديد هل يساوي نفس الأثر إذا وقع عليك كيلو قطن؟.. إن التساوي في الأوزان لا يعني بالضرورة التساوي في الأثر. زاوية أخيرة: فلا التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال.