ونحن معشر خلق الله.. بل نحن معشر السودانيين.. من غير الأحبة الأخوان المسلمين.. والذين هم المؤتمر الوطني.. والذي هو الإنقاذ.. والتي هي مجموعة متنفذة.. تطيح بنا يميناً.. ويساراً.. تصب علينا وابلاً من اللعنات، وأمطاراً من النعوت.. تصل أحياناً إلى حواف الخيانة والعمالة.. وتنتهي بنا في نهاية المطاف إلى قلب الكفر والخروج عن الملة.. وهذا ما يحز في نفوسنا ويحزننا.. ليس لأن بشاعة الوصف ترعبنا.. ولكن وتا لله رثاء لهم وشفقة عليهم.. وسخرية منهم.. تدهشنا هذه المزايدة في أمر الدين، وتربكنا تلك الجرأة العجيبة، وهم يسبغون على أنفسهم حصانة، مؤكدين لذواتهم أنهم فعلاً الفئة الناجية.. لذا نراهم يتقافزون في مربعات الغرور والكبرياء والترفع على باقي خلق الله.. أنا أعني الأصلاء منهم وأصحاب الجلد والرأس، وليس لأصوات لا تجيد غير التطبيل، والنفاق وحرق البخور، والركوع بل التمرغ في بلاط الحكام.. هؤلاء مساكين.. يكتبون ويسبون ويفترون على الناس الكذب.. ليس إرضاء لذواتهم ولا انتصاراً لمعتقداتهم.. ولكنهم مجبرون على ذلك، وإلا انقطع سيل المداد المادي وبئس من باع أشرف ما فيه- روحه وقلبه وعقله- بثمن بخسٍ- دراهم معدودة- وراحة مترفة حتماً إلى زوال.. لأن حتى حياتهم إلى زوال.. اليوم أحبتي.. أكتب عن الدين.. رغم أن بعضاً من هؤلاء-وكأن ستر الغيب قد هتكت لهم.. أو كأنهم يعلمون خائنة الأعين وما تخفي الصدور- لا يرون فينا غير كفرة فجاراً وملاحدة.. ونحن نظن بل نوقن بل نقسم أن دين الله الحق الذي يحتشد في صدورنا، لو وُزع على كفار قريش لدخلوا الجنة.. نكتب عن الدين الحق.. وليس ذاك الذي نراه من حولنا.. وصدقوني.. إن أي فرد في هذا الوطن العظيم.. لو قرأ كتاب حياة الصحابة الذي كتبه العلامة الشيخ محمد يوسف الكاند هلوي.. والذي اقرأ فيه هذه الأيام.. أقول إن أي فرد لو قرأ صفحات هذا الكتاب وهو يصور حياة سيد المرسلين وأصحابه الميامين، ثم تلفت حوله.. وأرسل بصره إلى هؤلاء الزاعقين الصائحين المنتحلين للإسلام الطاهر المطهر، لعرف أن الذي يجري من حوله لا علاقة له مطلقاً بالدين الحنيف.. صور باهية وزاهية.. يصنعها بأفعالهم الصحابة.. زهد وطلاق للدنيا هو نهج هؤلاء الكرام.. صدق وحق.. هو أنفاس أصحاب رسول البشرية، ولكم هذه الصفحة عن الزهد وبالله عليك اقرأ.. ثم تلفت حولك وقارن.. أخرج البيهقي عن عائشة رضي الله عنها قالت: «رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أكلت في اليوم مرتين فقال: يا عائشة أما تحبين أن يكون لك شغل إلا جوفك؟ الأكل في اليوم مرتين من الإسراف والله لا يحب المسرفين». ثم حديث آخر.. وعن ابن الاعرابي عن عائشة رضي الله عنها قالت: «جلست ابكي عند رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقال: ما يبكيك؟ إن كنت تريدين اللحوق بي فليكفك من الدنيا مثل زاد الراكب، ولا تخالطين الأغنياء» وأخرجه الترمذي والبيهقي والحاكم.. وزادوا «لا تستخلفي ثوباً حتى ترقعيه» وذكره رزين فزاد فيه قال عروة «فما كانت عائشة تستجد ثوباً حتى ترقع ثوبها وتنكسه، ولقد جاءها يوماً من عند معاوية «رضي الله عنه» «ثمانون ألفاً، فما أمسى عندها درهما» قالت لها جاريتها: فهلا اشتريت لنا منه لحماً بدرهم؟ قالت: «لو ذكرتني لفعلت» نعم هذا هو الإسلام الذي نعرف.. أما أنتم يا أحبة.. فعن أي إسلام تتحدثون أيها المترفون؟!!