في خطابه التاريخي.. الذي خلب لُبَّ الملايين التي احتشدت أثناء مراسم تنصيبه رئيساً للولايات المتحدةالأمريكية قال: «باراك أوباما» موضحاً إستراتيجة حكومته الجديدة «لا يوجد إنسان ضحية.. ولكن يوجد إنسان.. يجعل في نفسه مواطن القدرة.. والمصلحة الشخصية هي دائماً الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادئ»!!.. ولأن وراء هذه الكلمات.. المنتقاة بعناية.. ما وراءها.. يبدو أن أحلام الملايين تحطمت أمام صرخة «المبادئ» الأمريكية.. وذهبت وعود «أوباما بالتغيير».. أدراج الرياح.. فلزم الكثيرون الصمت.. وقلَّ عدد المعجبين بسحر «أوباما» وبريق كلماته.. وها هي مخاوف المراقبين الدوليين تتحقق تجاه مبادئ إستراتيجية حكومة «أوباما» إزاء عدة ملفات دولية مهمة، على رأسها ملف ادعاءات المحكمة الجنائية وإضافة تهمة الإبادة الجماعية للبشير.. إذ يرى الكثيرون أن مواقف «واشنطن» غير الواضحة والمفهومة.. ليست إلا ستاراً تخفي به واشنطن اصطيادها في الماء العكر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد.. كما يرى الكثيرون أن «واشنطن».. تدعم وتساند هذا «المأفون» المدعو لويس «أوكامبو» قاضي تجار المخدرات والأفيون.. وترسم له ملامح «سيناريو» ادعاء «الطبخ» والإخراج!. ولكن فيما يبدو أن هنالك.. بارقة أمل تلوح في الأفق.. لأن السيد «سكوت غرايشن» برحلاته الماكوكية.. بين واشنطن والخرطوم.. يجعل الكثيرين منا.. يستغرقون في أحلام بائسة بواقع أفضل بتغيير أمريكا لسياستها تجاه السودان.. إذ كثيراً ما تابع السيد «غرايشن» حديثه المعتدل والتفاصيل عن سياسة «الجزرة» بدلاً عن العصا! ولأن العصا.. لمن عصى.. تبقى المصلحة الشخصية هي دائماً الصخرة.. التي تتحطم عليها أقوى المبادئ.. أوكما قال «أوباما».. الذي خذل الملايين.. فانطفأ السحر.. وخبأ الألق والبريق!.