كان الرئيس اليوغسلافى السابق جوزيف بروز تيتو يملك قصوراً فخمة فى كل المدن اليوغسلافية، وكانت هذه القصور مقفولة طيلة أيام العام ولا تفتح إلا إذا قدم إليها زائر مرة فى السنة أو أكثر، وكانت تعج بالخدم والحشم طيلة أيام وليالي العام قبل إن تتصدع ثم تتمزق يوغسلافيا بعد رحيله عام 1981. وكان تيتو قد إستولي على قصر «ستارو دفورو»، وهو أحد أفخم قصوره، وضمه لسلسة قصوره الفخمة المنتشرة فى أنحاء يوغسلافيا السابقة كافة. وعندما تمزقت يوغسلافيا ورحل تيتو أعرب الرئيس اليوغسلافي السابق فوبسلاف كوشتونيتسا عن عدم رغبته فى العيش فى هذه القصور بسبب شائعات تفيد أن قصر ستارو دفورو تسكنه الأرواح الشريرة ومليئ بالأشباح. غير أن هنالك أسباباً أخرى وهي إن كوشتونيتسا يعتبر هذا القصر ملكاً للعائلة المالكة فى المملكة الصربية على عهد مملكة كراجور جوفيتشن التى يطالب أحفادها بميراثها الشخصي بما فى ذلك هذا القصر. ويعمل كوشتونيتسا على إعادة مجد المملكة الصربية من خلال الإحتفاء برموزها وإعادة الإعتبار لهم بما فى ذلك أحفاد العائلة لحشد المزيد من الإجماع الوطني. وكان كبار ضيوف يوغسلافيا السابقة في زمن الرئيس اليوغسلافى الراحل تيتو يقيمون فى قصر ستارو دفورو فى بلغراد. هذا القصر المكون من طابق واحد، تتقدمه مظلة ترتكز على أربعة أعمدة ويعتبر من أجمل القصور فى العالم، وإن كان مظهره الخارجي لا يوحى بذلك. ومن بين الزعماء الذين أقاموا فيه الرئيس السوفيتى السابق نيكيتا خروتشوف، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي زار يوغسلافيا فى السبعينات، ومارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا سابقاً. ومن بين الزعماء الجدد الذين أقاموا فى هذا القصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. قصور تيتو وجميع أملاكه معروضة حالياً فى البوسنة والهرسك للبيع بالمزاد العلني أو العودة إلى أصحابها القدامى، كما أن كما أن كل ممتلكات تيتو وخاصة قصوره تعرضت للتدمير الجزئي أثناء حرب البوسنة والهرسك، لا سيما قصره المعروض للبيع فى يوغونيو. أما قصره فى سراييفو الذي ظل سليماً حتى الآن فقد حولته الحكومة البوسنية إلى دار لضيافة كبار الزوار، ومن بين الذين أقاموا فيه الأمير سلمان بن عبد العزيز أثناء زيارته للبوسنة والهرسك وإفتتاحه عدداً من المشاريع التنموية عام 2000، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون عام 1999، والأميرة البريطانية الراحلة ديانا عام 1997. وقد كشفت عملية بيع قصر تيتو فى مدينة زينتسا زينتا، التى تقع على بعد 70 كيلومتراً شمال غرب سراييفو، جوانب مثيرة من حياة تيتو والمليئة بالترف والبذخ، حيث عثر على أوان وأكواب وملاعق وشوك من ذهب. وتقدر غرف قصوره التى إرتادها فى كل أنحاء يوغسلافيا بمليون وخمسون ألف غرفة وذلك خلال أربعين سنة من حكمه. وتنتشر قصور تيتو، التى أصبحت الآن ملكاً لدول الجمهوريات المستقلة فى جميع المدن، ولا تقل تكلفة القصر الواحد عن 440 مليون دينار يوغسلافي، أي ما يعادل حوالي سبعة مليون دولار. ويقول باحثون فى تاريخ حقبة تيتو أن ترف الزعيم الشيوعي«قائد الطلائع الثورية»و«زعيم المحرومين» و«صاحب الصورة»، كما يطلق عليه، تفوق ما كان عليه رئيس ألمانياالشرقية هونيكر. وقد هزت أنباء الحياة الخاصة للزعيم اليوغسلافى السابق تيتو قناعات الكثيرين ممن كانوا يعتقدون أن تيتو كان زاهداً فى حياته الخاصة وأنه لا يزيد عن كونه مواطناً من أبناء الشعب لكنه أكثر مسؤولية، وهو ما كان يردده تيتو على مسامع شعبه متعدد الأعراق والطوائف والديانات .