قبيل اشهر زار الامام الصادق المهدى دار المؤتمر الوطني برفقة ابنه العقيد الصادق المهدي..وحين مرت مذكرة العشرة بين يدي العميد (وقتها) بكري حسن صالح لم يجد حرج التوقيع على مذكرة حزبية تطالب بالاصلاح بأسم الحركة الاسلامية. أمس تحدث الامام الصادق المهدي بغير توفيق عن الجيش السوداني..الامام الصادق اكد في خطاب له امام جموع طلاب حزبه ان الانقاذ دجنت الجيش السوداني وطردت الضباط الوطنيين..كان الامام يتحدث والجيش السوداني يقاتل في اطراف البلاد بحثا عن الأمن والسلام..اخرج الامام اجتهاده ونائبه في الحزب يدير حوارا مع تحالف الجبهة الثورية التي تقاتل الجيش..احتج الامام على تسيس الجيش وابنه العقيد عبدالرحمن يمارس الحكم في القصر ببزته العسكرية..كان مطلوبا ان يبدأ الامام تقديم النصح بعشيرته الاقربين ويخلع الكاكي عن ابنه عبدالرحمن. عبر الجيش وصل الجنرال عبود الى السلطة 1958..لم يكن الامر انقلابا عسكريا ..بل كان تنفيذا لتوجيهات رئيس الوزراء وسكرتير حزب الامة عبدالله خليل..انصرف الجيش الى ثكناته يوم ايقن ان الشعب يتوق للديمقراطية..كان حريا بالامام الصادق ان يتصالح مع التاريخ و يعتذر عن واقعة توريط الجيش في السياسة عبر حكومة عبدالله بك خليل. في ابريل تكرر سيناريو انحياز الجيش للشعب..خلايا الشيوعيين انتجت انقلاب مايو..ظن المشير نميرى ان حكمه لن يبلي مادام محتفظا بالبزة العسكرية..الجماهير الغاضبة لم تكن ترمي الجيش بحجارة الغضب بل تهتف (شعب واحد..جيش واحد)..انتفاضة ابريل نجحت لأن الشعب كان يثق في مؤسسة الجيش التى اشرفت على البنيان الديمقراطي حتى تمام كماله.. الجيش سلم السلطة للامام بلا شق ولا طق..الامام فرط في الامانة بتردده وفشله في تسيير الامور. في مصر اخت بلادي عندما ادلهمت الخطوب وخرج الشعب يبحث عن حريته..كانت الجماهير تهتف (واحد اثنين..الجيش المصري فين)..لم يخيب الجيش ثقة الشعب واعلن انحيازه للارادة الشعبية..الجيش المصري الان يحرس الديمقراطية وحكم القانون في مصر في أرض الكنانة احتج الناس يوم اطل الجنرال طنطاوي ببزة مدنية..خشيت الجماهير من ان يتنكر العسكر في ثياب المدنيين ويحكموا مصر من وراء ستار كما فعلوا لعقود خلت. الجيش السوداني مؤسسة عريقة لم ولن ينجح حزب عقائدي في اختراقها..لم يخيب جيشنا ابدا امل الشعب في كل المنعطفات الحادة..كان يؤدي مهامه في احلك واعقد الظروف ويستحق مزيدا من الثقة ومن الاحترام. في تقديري ان تحييد الجيش يبدأ بتجريد الساسة من اللباس العسكري..لا منطق ان يرتدي مساعد الرئيس عبدالرحمن الزي العسكري وهو يخوض في اوحال السياسة..وزير الدفاع ووزير شئون الرئاسة يحتفظون برتبهم ونياشينهم رغم ان الرئيس البشير اختار التقاعد من الخدمة العسكرية بمحض ارادته. جيشنا يجب ان يكون في حدقات العيون..فقط ابعدوا عنه الساسة والسياسة.