كتب الله جهدا اضافيا على مخرج «ساحات الفداء» ..النسخ القديمة من البرنامج كانت تتزين بمشهد شاب طفولي الملامح..عصفور الجنة كتب الله له عمراً ولم يلحق بركب الشهداء..ولكن اخوة التنظيم وفي اطار الصراع رموا به وراء الغياهب..من غير المقبول ان يظهر البرنامج بطلا محكوم عليه بعشر سنوات على خلفية اشتراكه في عمل ضد الدولة التي كان يدافع عنها. ماذا كان سيفعل الشهيد على عبدالفتاح ان ادرك ان اخوته في التنظيم فشلوا في دفع دراهم معدودات كانت تقي شقيقته من البقاء في السجن لحين السداد. الوطني والشعبي مارسا سياسة كسر العظم فيما بعد المفاصلة..الحزب الحاكم استعان بكتيبة خاصة من المتمردين السابقين بجبال النوبة ليقصم ظهر اخوته في الشعبي..حزب الترابي تحسس السيوف من اجل ازاحة التلاميذ السابقين.. رجل المهام الخاصة في الحركة الاسلامية الصافي نورالدين دلل منزله في المزاد العلني..محمد الامين خليفة ظل بلا عمل وفي سيرته الذاتية انه من منفذي الثورة وترأس البرلمان و(فوق البيعة) درجة دكتوراة في العلوم السياسية. الحزب الحاكم طرح مبادرة لوحدة الصف..اخيرا يمد المؤتمر الوطني يده لاخوته السابقين..هذه البطاقة الاخيرة المدخرة لمثل هذا اليوم..قبل المبادرة بايام كان امين حسن عمر يستعين على قضاء حوائجه بالاعلام..امين كان يبحث عن الية لمحاربة المتسلقين والانتهازيين في حزبه..البروفسور غندور يمارس دوره كاستاذ في الجامعة ويصحح مفكر الحزب موضحا « ليس في حزبنا متسلقون وانتهازيون » . أمس القي الدكتور نافع عصاه..التنفيذي الأول في الحزب الحاكم يعلن ان لحزب الامة خلايا نائمة في دار النادي الكاثوليكي..ولكن نافع على نافع هو عراب سياسة تشليع الاحزاب..امتلأ جوف المؤتمر الوطني من المهرولين من احزابهم..جاء محمد حسن الامين من الشعبي نائبا لرئيس البرلمان..لما انتهى دور النائب الانيق اختفي في الزحام..فتحي شيلا جاء محمولا على الاعناق من حزب الختمية..امسك شيلا بمقود الاعلام في الحزب الحاكم ولما انتهى دوره مضى تحت الاقدام ..لم يبق لدينمو الحزب الاتحادي من دور الا نيابة الشعب في البرلمان. اين المؤتمر الشعبي الذي تعرض عليه المصالحة..المؤتمر الشعبي بات شيئا من الماضي..شيوخ اوفياء يتحلقون حول رمزهم التاريخي الذي دخل عقده الثامن..الحكومة كسرت مفاصل الشعبي ..معظم كوادره اضطرت تحت سياسة التجويع ان تبيع المبادىء..والغلبة اخذتها الغبينة فاختارت موالاة العدو والصليح لتثار من الحزب الحاكم. في تقديري ان الطريق لاتجاه واحد ..للاسلاميين فرصة واحدة لمصالحة التاريخ..سانحة الاسلاميين ينبغي ان تركز على المستقبل..المؤتمر الشعبي ليس الا الماضي بكل مافيه من الم وحزن وكراهية..الحزب الحاكم يمثل الحاضر الملىء بالتناقضات ونقص في الانفس والثمرات والمساحات. ينبغي ان تنصرف جموع الاسلاميين لبناء حركة اسلامية جديدة..حركة لا تقتات من مال الدولة..حركة تحترم الاخر وتتعامل معه بلا فقه تقية..حركة تؤمن بالتداول السلمي للسلطة وتوقن ان للدين رباً يحميه. حركة من المجتمع والى المجتمع..اما عن المصالحة فأسألوا عصفور الجنة .