عندما كتبت قصة الكدايس والفيران في مقال يوم امس الاول والذي كان عنوانه(حباب ود اب راسا حلو) لم اكن اتصور انه سيجد ردود افعال كثيره او حتى تعليقات من اشخاص اهم وزنهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي وقد اجمعت كلها على ان القصة عبرت عن الحالة تماما وان سواها مجاملات وان على الحكومة ان تتعامل مع الحركة الشعبية من هذا المنطلق فلن يتعامل الاعداء او اصحاب الفطرة في التنافر بصوره افضل مما هي عليه الان فلا الكديس سيترك الفار عندما يراه ولن يقف الفار لالقاء التحية على الكديس. واذا اردنا لعبة يا كديسة سكي الفار فهذا شأن اخر يحتاج لترتيبات اخري ولكن قبل ان تبدا اللعبه علينا ان نحدد متي نريد ان نلعب ونمثل دور الكديس ومتى نريد ان نلعب دور الفارففي كل الوضع يختلف ففي احيان كثيرة يكون الفار هوالغالب والمتعب ويكون العكس في احيان اكثر وظني اننا الان قد انتزعنا من الحركة الشعبية مكاسب من خلال الاتفاق الاخير معها رغم ان صوتها وصوت المناهضين لها وهو الاعلى ولكن الحكومة غلبت مصلحة البلاد والعباد وبحسابات الامن القومي الذي ضربت بسببه امريكا دولا كثير فالامن القومي خط احمر لايمكن تجاوزة وهو ما خفي علي كثير من ابناء بلادي. قلت ان على الحكومة ان تلعب الدورين متى ما ارادت لان الحركة الشعبية(غالاطة وخرخارة)ويمكن ان تنكر اي اتفاق اطاري او غيره فهي تعتمد على ان الحكم معها لذا دائما ما يكون تحكيمها فاشلا وما يحدث الان شاهدا على ذلك.