عقب تفاقم الاحداث بولاية النيل الازرق اعلن رئيس الجمهورية حالة الطوارىء واقال الوالي مالك عقار..باتت الولاية ارض عمليات عسكرية وتم تكليف قائد المنطقة العسكرية بمنصب الوالي..اللواء يحي محمد خير ادي مهمته على اكمل وجه..القيادة السياسية فكرت وقدرت ان وجها عسكريا يعنى ردة للوراء في بلد ارتضى الانتخابات اداة لتولي السلطان..فكرت الحكومة في والي مدني بخلفيات عسكرية للمهمة الاستثنائية..نثرت الحكومة كنانتها واختارت اللواء المتقاعد الهادي بشري حاكما مدنيا للنيل الازرق..أول قرار اتخذه الوالي الجديد ان ارتدى البزة العسكرية. أمس حملت الاخبار ان مستشفى (ام خرايت) الذي يخدم ثلاثين الف مواطن قد تم اغلاقه..الزميلة الصحافة روت ان معتمد باسندة بولاية القضارف الذي يقع المشفى ضمن محليته كان قد زار المستشفي..المعتمد العقيد مجدي الجيلاني اصدر قراراً باغلاق المستشفي بسبب رفض مديرها الوقوف وتحية الحاكم العسكري..العقيد الجيلاني اخبر مدير المستشفي «انا عسكري ولابد من القيام لاستقبالي». الاستاذ الطيب مصطفى ظل حفيا بمقالات نارية ينشرها العميد محمد عجيب على صفحات صحيفة القوات المسلحة..ومن فرط احتفائه كان يعيد نشرها في زاويته (زفرات حرى)..العميد عجيب كان يمارس دورا سياسيا من منبر قومي حساس جدا..هاجم العميد عجيب بضراوة اتفاق اديس اببا الاطاري..ذات العميد رغم انتقاله من صحيفة الجيش الى فرع جديد في القوات المسلحة الا انه مازال يهاجم الحزب الحاكم ..في مقاله الذي اعادت الانتباهة نشره بالأمس وحمل عنوان (من اين جاء هؤلاء)..العميد عجيب يلف ذات الحبل الذي يشده منبر السلام العادل على اتفاق الحريات الاربع مع دولة جنوب السودان..قال عجيب بالحرف« اي ذلة يمسكها اولاد نيفاشا على المؤتمر الوطني ليمسكوا بذات الملف سنوات طويلة حتى ملهم الملف وملتهم نيفاشا وملهم الناس وملهم الملل» . من واجبنا ان نسدي التحية للذين يدافعون عنا في الخطوط الامامية..للجيش والشرطة والامن في كل مكان احتراماً وهيبة..لا اعتقد ان مدير المستشفى المغضوب عليه كان سيتواني في بذل الاحترام للعقيد مجدي الجيلاني ان كان يمارس عمله الاصيل الذي استحق عليه تلك النياشين..ولكن السلطة السياسية رمت مجدي وغيره من قادة الجيش و الشرطة في مرمي النيران السياسية..دفعت بهم بلباسهم السامي الى ساحة من يخرج منها مولود . ما كان لنا ان نحتج على العميد عجيب ان كانت اراؤه السياسية الحادة لا ترتدي ملابس رسمية..وماكان لمنبر السلام ان يتواني في تنصيب عجيب نائبا ثانيا للرئيس الطيب مصطفى لو لا ذاك (الكاكي)..هجوم العميد عجيب من منبر الجيش على رموز سياسية وتسفيهه لموظفي دولة في مهام رسمية يجب ان يقرأ بتأن وتمعن. سيدي القائد الاعلي نطمح في تجريد الساسة من رتبهم العسكرية..من أراد السياسة فليرتدي لباسها ويلقي سلاحه ارضا.