يصل الخرطوم اليوم (أخونا زمان وجارنا الآن) السيد باقان أموم وزير السلام ورئيس وفد حكومة دولة الجنوب في مفاوضات أديس أبابا، لتقديم الدعوة إلى المشير عمر البشير رئيس الجمهورية لزيارة جوبا وعقد قمة مع سلفاكير ميارديت في الأسبوع الأول من أبريل لبحث..أو بالأحرى التوقيع على اتفاقيات تفضي إلى حلحلة القضايا العالقة ما بعد انفصال الجنوب.. وقد انتزع الطرفان (الكلمات) المؤججة للخلافات وأصبحا يستخدمان كلمات مثل (أخوتنا وجيراننا) خاصة باقان الذي قال في تعليقه على زيارته للخرطوم (أحمل رسالة خطية من الرئيس سلفاكير إلى أخيه الرئيس البشير).. نعم تغيرت اللغة.. وظهرت الرغبة الحقيقية لحل القضايا.. هذه الرغبة وحدها لا تكفي.. فكم من جولات تفاوض توصلت إلى تفاهمات واتفاقات كانت جاهزة للتوقيع فقط لكنها انهارت بسبب مكالمة هاتفية أو مذكرة من (اللاعبين الأساسيين) كما حدث في وساطة دول الإيقاد على هامش القمة الأفريقية الأخيرة في أديس أبابا.. حيث نكص سلفا عن قراره وتراجع عن التوقيع على اتفاق النفط عندما تلقى مكالمة هاتفية من الخارج!! فدولة الجنوب تريد اتفاقيات في ملفات محددة مثل الحريات الأربع والتجارة حتى يستفيد مواطنوها في المناطق الحدودية مع السودان ... ولكنها ليست على عجل لحل القضايا الأمنية ونقل النفط.. لأنها ملفات مرتبطة بمصالح دول أخرى. كما أن طبيعة تكوين وفد دولة الجنوب الذي يضم سبعة وزراء إضافة لأعضاء وفد المفاوضات.. تدل على أن جوبا تريد إنجاز مهمتها قبل التاسع من أبريل القادم.. وهو الموعد المحدد لمغادرة سكان الجنوب للأراضي السودانية أو توفيق أوضاعهم وفقاً لقانون الأجانب. إذن مهمة وفد دولة الجنوب ستكون سهلة- إلى حد ما- ولكن (الحريات الأربع) لن تتم في ظل العلاقة الحالية بين البلدين.. لأن تنفيذها يحتاج إلى إزالة كافة أسباب التوتر الأمني وإبعاد الحركات المتمردة.. علماً بأن السودان ومصر وقعا اتفاقية الحريات الأربع منذ أكثر من سبع سنوات ولم يتم تنفيذها كاملة حتى الآن.