نفى مندوب السودان الدائم بالأممالمتحدة دفع الله الحاج على مزاعم جنوب السودان بتعرُّض مواقع داخل أراضيها لقصف جوي من قبل الخرطوم، وقال «مثل هذه الادعاءات ذرائع تكررها جوبا لصرف الأنظار عن هجوم هجليج». في وقت أعرب فيه المجتمع الدولي عن «قلقه العميق» حيال الهجوم الذي شنته دولة الجنوب على منطقة هجليج السودانية، وطالب بالتهدئة وإعلاء الحوار لحل القضايا بين البلدين.وحذرمجلس الأمن الدولي من أن المعارك التي اندلعت تهدد ب«إعادة إشعال الحرب» بين الجانبين، وتضر بالوضع الإنساني للسكان. ودعا أعضاء المجلس الخرطوموجوبا لإظهار «ضبط النفس بأقصى درجاته» والمحافظة على العملية السلمية والمفاوضات بينهما لحل القضايا الخلافية، بما في ذلك النفط والصراع على الحدود والجنسية ومنطقة أبيي الغنية بالنفط.وشدد الأعضاء على وجوب أن يحترم السودان وجنوب السودان «روح اتفاقية التفاهم» التي عقدت بينهما في العاشر من فبراير الماضي، والتي تنص على التعاون ومنع الأعمال العدائية، كما طالبهما بوقف العمليات العسكرية وإنهاء الخطوات الرامية إلى زعزعة أمن واستقرار أي طرف، بما في ذلك دعم كل جانب لمجموعات مسلحة معادية للجانب الآخر تخطط للإطاحة بنظامه.ونفى السفير دفع الله الحاج علي مزاعم جنوب السودان بتعرُّض مواقع داخل أراضيه لقصف جوي من قبل الخرطوم، وقال«مثل هذه الادعاءات ذرائع تكررها جوبا لصرف الأنظار عن هجوم هجليج». وقال الحاج لدى مخاطبته المنبر الإعلامي الدوري في مقر الأممالمتحدة بنيويورك، مساء أمس الأول، إن حكومة السودان ومنذ توقيع اتفاقية السلام الشامل، قبل حوالى سبع سنوات، تقريباً، التزمت بجميع بنودها ولم تعبر قواتنا المسلحة الحدود الدولية معتدية على أراضي دولة الجنوب.وأضاف «لم تنفذ بلادنا أي قصف جوي هناك وأن مثل هذه الادعاءات هي ذرائع تكررها حكومة جنوب السودان لصرف الأنظار عن هجومها الأخير على منطقة هجليج».وأوضح أن البيان الصحفي الصادر من مجلس الأمن حول التطورات الأخيرة خاطب الدولتين معاً وحثهما على ممارسة ضبط النفس والعمل على تسوية القضايا العالقة بالطرق السلمية. وأَضاف أن «القوات المسلحة قد ردتهم على أعقابهم وهي قادرة على قطع كل يد تمتد إلى السودان وقادرة على طرد كل من يتسلل عبر حدوده». ودعا الاتحاد الأفريقي في بيان له أمس الخرطوموجوبا لسحب قواتهما إلى مسافة عشرة كيلومترات عن الحدود الفاصلة بينهما، كما نصَّت عليه وثيقة وقعها الطرفان أخيراً، لتهدئة التوتر المخيّم على الجانبين بعد معارك جرت بين البلدين الجارين. من ناحيتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن واشنطن تبذل مساعٍ للتهدئة بين الجانبين، وشددت على ضرورة عقد قمة بين الرئيس عمر البشير وسلفاكير، لحسم قضيتي المناطق النفطية الحدودية والمواطنة وأعربت كلينتون عن القلق الشديد حيال تصعيد المواجهات العسكرية بين شمال وجنوب السودان.