فوجيء الصحفيون الذين رافقوا رئيس الجمهورية في زيارته لسد ستيت بوالي القضارف يتوجه نحو المشير البشير.. كل شيء متوقع من الوالي كرم الله..ربما خوفاً من المفاجآت حرمته الجهة المنظمة من كلمة ترحيب..كرم الله كل يوم له شأن.. رغم جراحات المفاصلة امتدح الترابي يوماً واصفاً إياه ب«شيخي» ..طاف هذا الوالي على الصحف شاكياً وزارة المالية..مفاجأة «كرم الله» هذه المرة كانت نوعية..على طريقة المتصوفة طبع قبلة على رأس الرئيس البشير ثم صمت عن الكلام. طالعت بالأمس تصريحات لوالي سنار مثيرة للاهتمام نشرتها الزميلة الأهرام اليوم..الوالي العميد أحمد عباس أعلن أن هذه دورته الأخيرة في حكم الولاية..العميد مضى أكثر من ذلك حينما أكد أن ترشيح عسكري للرئاسة فكرة عفا عليها الزمن..الوالي كان جزئياً حينما أيّد فكرة المشير البشير في التنحي وعدم خوض الانتخابات مجدداً..بل بلغ به الوضوح لتذكير الناس أن الذي اكتسح الانتخابات الماضية لم يكن المشير البشير بل الحركة الإسلامية. أردت أن أكتب عن هذا الوالي الشجاع..إلا أن تصريحات لوالي القضارف ألقمتني حجراً..كرم الله العائد من رحلة إلى أسبانيا امتدت أياماً طويلة..نصب نفسه وزيراً للخارجية ودعا للتطبيع مع إسرائيل..كنت أتوقع من الوالي كرم الله عزل معتمد «باسندة » الذي تسبب في حرمان آلاف المرضى في منطقة «أم خرايت» من تلقي العلاج لأن مدير المستشفى لم يبذل التحية للمعتمد الجنرال. مشكلتنا مع الوالي كرم الله أن كلامه «خارم بارم»..أرجوكم لا تسألوني عن معنى هذا المصطلح إلا بعد أن تستعرضوا معي تصريحات الوالي أمام مجلسه التشريعي..الوالي كرم الله أكد أن دماء الشهداء لن تضيع هدراً..ووعد الوالي باستنفار مائة ألف مقاتل من ولايته..ثم جزم أنه سيبدأ الاستنفار بوزرائه الكبار. ذات كرم الله أرسل رسالة للمركز أنه سيقطع الإمداد المالي عن الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والخدمة الوطنية..أوضح كرم الله أن تلك الميزانية أولى بها مرضى «الكلازار» في القضارف..إذن كيف سيحارب الوالي ومن أين يطعم وزراءه المستنفرين..وكيف لوالٍ أن يتثاقل إلى الأرض والجيش يحارب في الأحراش. الوالي كرم الله ارتدى لامة أهل العلم ولامة إدارة الغابات الاتحادية..أكد والي القضارف أنه سيفرز عيشته الغابية وينشىء إدارة متخصصة بشأن الغابات..وجّه كرم الله بعدم استقبال أي مسؤول من الغابات الاتحادية قائلا« نحن لسنا في حاجة إليهم وإذا زارنا مدير الغابات الاتحادي لن التقيه» ..ربما يكون هنالك خلاف بين المركز والولاية..هل المعالجة تتم بهذه الصورة التي ليس أسوأ منها إلا الدخول إلى الغابة. الوالي كرم الله اقترح صندوقاً جديداً لدعم ولايته..مصادر تمويل صندوق كرم الله الغرامات التي سيكسبها من شكاويه ضد الصحافة السودانية..كرم الله وصف بعض الصحفيين بعديمي الأخلاق وأصحاب الأجندة الخاصة لهذا لن يقبل شفاعة ولا جودية في خصومته معهم. بصراحة الوالي كرم الله تاه في إدارة الولاية الغنية..الأكرم لكرم الله الاستقالة اليوم والعودة إلى فلاحة الأرض.