الخرطوم 4 ابريل 2012 – اثار اعلان حاكم ولاية القضارف بشرق السودان كرم الله عباس الشيخ تأييده التطبيع مع اسرائيل موجة غضب واسعة فى اروقة حزب المؤتمر الوطنى الحاكم كما اعترض نواب بالمجلس التشريعى للولاية بينما اعلن الحزب الحاكم عن التحقيق في صحتها. حاكم ولاية القضارف كرم الله عباس وكان الحاكم المثير للجدل كرم الله عباس، يوم الاحد الماضي، فى خطابه امام فاتحة أعمال مجلس الولاية التشريعي لدورته الخامسة هاجم الصحافة والحكومة المركزية فى الخرطوم وقال انه لن يتردد فى تطبيع علاقات السودان مع إسرائيل حال تسلمه حقيبة وزارة الخارجية، مشيراً لعلاقات بعض الدول العربية مع إسرائيل بينها مصر والأردن وقطر. وقال "انا من مدرسة داخل المؤتمر الوطني توافق على التطبيع مع إسرائيل" واعلن والى القضارف تمرده على القرار الرئاسى بتقديم الدعم المالي للوحدات الاتحادية بولايته، وقال: "لن أقدم أي دعم مالي لصالح الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والخدمية الوطنية"، ودعا كرم الله تلك الوحدات لإبلاغ إداراتها المركزية بذلك، وقال: إن الميزانية المخصصة لهم والبالغة (461) الف جنيه اولي بها مرضي الكلازار وسوء التغذية في ولايته. لكنه عاد وأكد استعداده لاستنفار مائة ألف مقاتل لدعم المجهود الحربي للبلاد لمواجهة الحركات المتمردة التي تتهم الخرطوم بجوبا بدعمها. وأشار والي القضارف لشروع حكومته عبر المستشار القانوني بفتح بلاغات ضد الصحفيين ومراسلي الصحف بولايته ووصف بعضهم بعديمي الاخلاق وأصحاب الأجندة والأغراض الخاصة، وهدد بزجهم في السجون، واقسم والي القضارف بعدم استجابته لأي جودية في هذا الأمر. وسارعت قيادات المؤتمر الوطني على مستوى الاقليم والمركز إلى إدانة هذه التصريحات والتذكير بمواقف الحزب الرافضة للتطبيع مع اسرائيل واعتبرت ما بدر من حاكم القضارف رأي شخصي يجب التعامل معه في هذا الاطار. واعتبر العضو عبد الله سليمان رئيس لجنة الحكم المحلي بالمجلس التشريعى لولاية القضارف أن إسرائيل دولة مغتصبة ولا يمكن تطبيع العلاقات معها. بينما رفض عدد آخر من النواب دعوة والي الولاية للتطبيع. وفى ذات السياق قال أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني بدر الدين إبراهيم في تصريحات صحافية بالمركز العام أمس: "إن هناك اتجاهاً للتقصي من التصريحات"، وأضاف: "الحزب بصدد دراسة الظاهرة لمعرفة دواعي الطرح وضبطها عبر الأطر التنظيمية" واصفاً حديث والي القضارف حول التطبيع بأنه رأي شخصي، كاشفاً عن اتجاه داخل حزبه لمعرفة المحتوى والواقع القانوني الذي يحكم علاقة المركز بالولايات توطئة لاتخاذ القرار المناسب. وشدد على أن الطرح التطبيعي مع إسرائيل يخالف أطروحات المؤتمر الوطني المتفق عليها. وقطع بدر الدين بأن حزبه يقدر الدور الذي يقوم به الإعلام تجاه القضايا الوطنية ومساهماته البناءة في تشكيل الرأي العام. وصف د. بدر الدين أحمد إبراهيم أمين الإعلام والتعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني، حديث كرم الله عباس والي القضارف حول أن مدرسة داخل الوطني تدعو للتطبيع مع إسرائيل، بأنه مرفوض من حيث المبدأ، وقال إن الحزب سيتقصى تصريحات كرم الله في اجتماعاته المقبلة، واعتبر إبراهيم في حديثه للصحفيين أمس، إن تصريحات كرم الله رأي شخصي بالرغم من أنه والٍ ومسؤول. وأوضح أن التصريحات كانت داخل قبة المجلس التشريعي بالقضارف وأنه الجهة المسؤولة لمتابعة تصريحات الوالي وسياساته وهو الجهة المعنية أولاً بالرفض أو القبول، وأردف: "الكلام دا ما سَاهل بغض النظر عمن قاله". وقال ان الحزب سيحقق في دواعي الطرح والتوقيت وما إذا كان يشكل تياراً أم أنه ظاهرة فردية أو حالة حتى تتم مراجعتها وضبطها وفقاً للترتيبات المعروفة، وأكد إبراهيم أن الوطني سيجتمع قريباً ويتناول تصريحات والي القضارف، خاصةً وأنها أصبحت قضية رأي عام ويسترشد فيها من الجهات التشريعية والقانونية تكييف العلاقة بين المركز والولاة. وتعرض الوالى لإغماءة امس الاول الاثنين أثناء مخاطبته برنامجا خاصا بمعرض زراعي نظمته وزارة الزراعة بسوق محصول القضارف أمس سقط بسببها مغشياً عليه ونقل إثرها للمستشفى العسكري قبل أن يغادره لمنزله بحي النصر. وعزت مصادر طبية وعكة الوالي الصحية إلى تقلصات في المعدة. وكان الوالي قبيل إصابته بتلك العلة العارضة يتحدث في لقاء جماهيري، وانفعل خلال حديثه عن ضرورة تسليح المزارعين لحماية الحدود من الاعتداءات الخارجية وتدريب المواطنين للدفاع عن مؤامرات قال إنها تحاك ضد الوطن. وهرعت حكومة الولاية للمستشفى العسكري وتم نقل الوالي لمنزله بعد إجراء الفحوصات الطبية .
