دائماً موجود.. في تفاصيلنا.. دائم المتابعة والمراقبة.. دقيق التفاصيل.. يتلمس الأشياء بطرف احساسه العالي.. يلحظ الغريب في السطور دون شرح.. يفهم كل ما يمرق بلمح البصر.. فهو لمَّاح.. عاطفي من الدرجة الأولى.. واضح وغامض في نفس اللحظة.. دقيق مع رقة.. وحاسم مع لطف.. تناقضات مع بعضها شكلت شخصية أصبحت من أعمدة صحيفتنا التي دائماً ما نعتبرها بيتنا الثاني.. فنحن في آخر لحظة .. نتعامل مع الكل على أنه واحد.. وهو الكل والواحد.. اخطبوط العلاقات الإنسانية.. مارد الفكرة.. وفارس نبيل يعرف كيف يعامل النساء بغض النظر عن صفتهن، أو وصفهن.. فهو دائم اللباقة ينأى بنفسه عن كل القبيح.. واجمل ما فيه أنه صريح.. هاشم عثمان ممتلئ حتى النخاع بالأمل.. ويتدفق بالود.. ويتلون بكل ألوان الربيع... فمعنى الحياة عنده الفرح.. والأمل عنده حياة.. دائماً ما كانت تحلم بأن هناك بوابات مغلقة داخلها أشجار وردية.. وسحابات بلون البنفسج.. وخيول بيضاء بأجنحة تطير عبر الأثير.. على صهوتها فرسان من نور.. قلوبهم تحمل كل حب الدنيا.. وكل صلابة الرجال.. لم تكن تتخيل أن الزمن يخدعها بسراب الأحلام.. وكانت تنظر لأنيابه الطويلة على أنها حبال تتسلق بها الى بواباتها المغلقة.. وأن الكلمة السحرية سوف تفتح لها كل المداخل الموصدة.. فقط كانت تنتظر أن يحين الزمن .. وتأتي الكلمة السحرية محمولة على جناح طائر من بعد خيالي.. أو ربما تأتيها الجنية لتهمس لها بالحروف السحرية.. هكذا كانت تنظر الى الحب.. انه عالم من الخيال.. دائماً: üليس كل ما تراه .. وتسمعه يعبر عن حقيقة الأشياء. üالحب يفتح باب للسعادة.. والف باب للعذاب. üالحياة تأخذ منا أكثر مما تعطينا.. لأننا غالباً لا نرضى بما عندنا بل عيوننا على ما عند غيرنا.