ü الطِيَرةُ الشؤم لأن العرب كان من شأنها عيافةُ الطير وزجرها.. والتطيرُ ببارحها ونعيق غرابها، وأخذها ذات اليسار إذا أثاروها.. قسموا الشؤم طيراً وطائراً وطيَرةً لتشاؤمهم بها.. ثمَّ أعلم الله عزَّ وجل على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن طِيَرتهم باطلة وقال:لا عدوى ولا طيرة و لاهامة. وكان النبي «ص» يتفاءل ولا يتطير وأصل الفأل الكلمة الحسنة..والطيرة مضادة للفأل وقد نهى عنها الشرع وأبطلها، وأخبر أنه ليس لها تأثير في جلب نفع ولا دفع ضرر.. وفي الحديث ثلاثةٌ لا يسلم منها أحد..الطيرة والحسد والظن.. قيل ما نصنع؟ قال إذا تطيرت فامضِ .. وإذا حسدت لا تبغ.. وإذا ظننت فلا تصحح . وكان ذلك من أمور الجاهلية التي أبطلها الإسلام.. وما كنا نحسب أن الأمم المتحضرة الراقية !! تمارس تلك الأفعال وتسلط عليها الأضواء وتهتم بأخبار الأخطبوط العرَّاف المدعو «بول»، والذي كان الألمان يتطيرون به حتى طاروا من كأس العالم في المونديال الأخير بجنوب أفريقيا .. وسينتهي أمر الأخطبوط بول على إحدى موائد السي فود Sea food حيث يؤكل غير مأسوف عليه .. وأذكر أن المغفور له د.مصطفى محمود في برنامجه التلفزيوني الأشهر «العلم والإيمان» كان قد قدم حلقة عن الأخطبوط و درجة الحساسية في مجسَّاته الموجودة في أذرعه ونظراته الحادة ونهمه الشديد .. وكان اختبار ذكاء الأخطبوط بأن توضع سمكة صغيرة في قارورة كبيرة مغلقة بإحكام ويدور الأخطبوط حول القارورة حتى يجد عنقها ويجتهد في نزع الغطاء عند فتحة العنق ويدخل أحد أذرعه ويصطاد السمكة ثمَّ يلتهمها .. وهذا بالضبط ما يفعله الأخطبوط بول عندما يدخل ذراعه لتناول العلم الموجود في إحدى القارورتين أيَّا كان لون العلم والدولة التي يرمز لها.. لكن خفاف العقول يصدقون أن فعله هو تنبؤ بنتيجة المباراة !! .إنه التطير أو الطيَرة التي كانت في الجاهلية الأولى .. سبحان الله. ü وبعد التجربة المثيرة «لخلف الله» الذي «عذبنا» في الانتخابات الأخيرة فغالب الظن أن جماهير الشعب السوداني على موعد مع خلف الله جنوبي هذه المرة .. لأن المشتركين في الاستفتاء هم أبناء الجنوب وحدهم .. سيعذبهم ويعذبنا.. وستقوم مفوضية الاستفتاء والتي يرأسها محمد إبراهيم خليل بكل خلفيته التي نعرفها مثل قوله بأن الحدود الشرعية عادات عربية لا إسلامية !! ستقوم المفوضية بإطلاق حملتها الإعلامية لتبصير الناخبين الجنوبيين بحقوقهم وواجباتهم قبل الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء الذي سيقرر مصيرنا ومصيرهم .. ونحن «خاتين ايدنا على خدنا» كربات الحجال !! .. فالقانون قانون والدستور دستور ولا كلمة . تمعَّنت في تجربة الأخطبوط بول قلت في نفسي ومن باب التفاؤل ماذا لو استجلبنا بول .. وأقصد الأخطبوط وليس ذلك الممنوع على الحائط يا... ووضعنا صندوقين واحد اسمه الوحدة والثاني اسمه الانفصال ووضعنا في كلا الصندوقين طعاماً متشابهاً .. ثمَّ ننزلهما في الحوض الذ ي يقبع فيه السيد بول وننظر أيُّ الصندوقين يختار، وكيفما كان اختياره نعلن النتيجة.. وحدة أو انفصالاً ونوفر الجهد والمال .. وبما إن بول لا يمتهن السياسة ولا يعرف البترول ولا يقاتل من أجل كراسي السلطة.. ولا علاقة له بالمؤامرات الدولية .. ولا يطالب بالاعتذار عن أخطاء الماضي.. ولم يسمع بمشاكل التهميش.. ولا يشارك في ترسيم الحدود .. ولا يساند سياسة الاستعمار .. ولا يتهم الجلابة.. ولا يمالي المؤتمر الوطني.. ولا يحمل بنادق الجيش الشعبي .. ولا يحج إلى أمريكا .. ولا يتقوى بالغربي الغريب.. ولا يحارب استخدام اللغة العربية ولا الملابس العربية .. ولم يشهد سياسة المناطق المقفولة.. ولا عداء له مع الإسلام .. ولا شأن له بالتبشير المسيحي.. ولا يسعى لتقويض الدستور .. ولا معارضة له على قسمة السلطة والثروة.. وهو ليس مجنداً في القوات المشتركة.. ولا هو عضو في دول الإيقاد ولا هو من أصدقائها .. ولا هو شمالي ولا هو جنوبي.. ولا هو مسلم ولا هو مسيحي .. ولا يُطلب رأيه في تفاهمات الشريكين.. ولا يشكك في نتيجة الانتخابات في الشمال أو الجنوب.. فإن إختياره سيجيء مبرءً من كل عيب .. وفيه من الشفافية ما يكفي فالحوض زجاجي والقوارير زجاجية.. واللي ما يشتري يتفرج.. وليس هناك اتهامات متبادلة بالتزوير أو التأثير على إرادة الناخبين .. أو الأخطاء اللوجستية أو الفنية.. أو طباعة البطاقات .. وأرجو أن يمتنع كل العلماء والمشايخ عن الإدلاء باي آراء فقهية حول هذه المسألة لأنها تجربة مجرَّبة.. كما أنه عندنا الأنطون لتربيط الكورة وهذه ممارسة يقوم بها ناس مثقفون وفاهمون وأي حاجة.. فلا غرابة إذن في اختيار الأخطبوط الفكي بول للوحدة أو الإنفصال.. * ذهب أحد المسافرين للفكي وقال له أنا مسافر وعاوز حجاب من الأسد فناوله الفكي حجاباً كارباً وقال له ألبس الحجاب ده من الأسد ما حيشوفيك .. وإن شافاك ما بيكتليك.. وإن كتلاك ما بياكُليك .. وإن أكلاك إن شاء الله ما تنفعيه. وهذا هو المفروض ،،