تخشى أمريكا أن تنجح جهات معادية لواشنطن من إختراق أنظمة الكومبيوتر وشن هجمات عليها عبر تعطيل شبكة الكهرباء في موسم الشتاء مثلاً، أو تدمير قواعد معلومات المصارف والشركات المالية. وإن حدث هذا فسيكون له تأثير إقتصادي على الولاياتالمتحدة والعالم يفوق بكثير ما شهدته أمريكا عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، التي شنها تنظيم القاعدة على نيويورك وواشنطن. ولهذا نظمت شركة سانس الأمريكية للخدمات الأمنية الإلكترونية مسابقة شارك فيها مئات قراصنة الكمبيوتر فى الولاياتالمتحدة لإختيار أفضل قرصان إلكتروني، لكن المنافسات مع الوقت تقلصت حتى إنحصر الصراع في نهاية المطاف بين 15 قرصاناً فقط. وتسعى المسابقة إلى تحديد هوية أمهر القراصنة وتوفير وظائف لهم مستقبلاً ضمن ما يعرف بخبراء الأمن الشبكي لضمان مكافحة عمليات الإختراق التي قد تتعرض لها القطاعات الصناعية والعسكرية. ولا تتضمن المسابقة فقط التمكن من إختراق أجهزة الكمبيوتر المستهدفة فحسب بل الدفاع عنها ضد هجمات أخرى، وهو بُعد جديد يمكن للقراصنة المساهمة فيه إنطلاقاً من خبراتهم ومهاراتهم. أحد القراصنة وهو شاب أمريكي كريس بيندكت تمكّن من الإنتصار على 15 من أخطر القراصنة فى أمريكا وفاز بلقب أفضل قرصان معلوماتية في الولاياتالمتحدة، فى المسابقة التى أُطلق عليها تحدي الشبكة لإختراق أكبر عدد من أجهزة الكمبيوتر، ومن ثم الدفاع عنها بتوجيه هجمات أخرى يشنها منافسوه. وستستخدم الشركة المعطيات التي تظهر من خلال أداء القراصنة لمعرفة نقاط الضعف في أنظمة أمان الانترنت، وذلك لأسباب تتراوح بين المنفعة الإقتصادية والحماية الأمنية، بعد أن حذّرت جهات إستخباراتية من خطر تعرض الولاياتالمتحدة لهجمات إلكترونية أكثر تدميراً مما حدث فى هجمات 11 سبتمبر. خلال العقد التاسع من القرن الماضي كان القراصنة يستخدمون البريد الإلكتروني، أما اليوم فقد إتجهت أنظارهم إلى مواقع التعارف. ولهذا يتوقع خبراء في قطاع المعلوماتية أن يكون الهجوم الأخير الذي نفذه قراصنة عبر موقع فيس يوك «Facebook» الواسع الإنتشار من خلال صفحات مزيفة تقلّد صفحة الموقع الرسمية مقدمة لموجة من الهجمات الجديدة، وذلك رغم ما يُعرف عن القائمين على الموقع محاربتهم للقرصنة. وإعتبر الخبراء أن هذا التركيز المتوقع على هذا الموقع يعود إلى تحويل القراصنة أنظارهم نحو مواقع التعارف التي تضم ملايين المشتركين، عوضاً عن قرصنة البريد الإلكتروني العادي.وقد إعتاد الناس على عدم التعامل مع الرسائل الإلكترونية المشبوهة التي تردهم غير أن البعض لا يفعل ذلك على مواقع التعارف مثل- فيس بوك أو تويتر - Twitter مما يفسر إرتفاع هجمات القراصنة. وترى بعض شركات الأمن الإلكتروني أن طابع مواقع التعارف تمنح المشتركين فيها شعوراً مزيفاً بالأمان، وذلك على إعتبار أن كل مشترك يتعامل حصراً مع مجموعة من الأصدقاء ضمن شبكة واحدة، ويفترض بالتالي أن كل ما يرده منهم هو موضع ثقة. ورغم أن إختراق موقع فيس بوك لا يضمن للقراصنة مكاسب مالية مباشرة، إلا أنهم يسعون للحصول على كلمات السر الخاصة بالمستخدمين لإدراكهم بأن الكثيرين يعمدون إلى إستخدام كلمة سر بعينها لكل المواقع التي يستعملونها، بما في ذلك حساباتهم المالية. ويمتلك موقع فيس بوك جهازاً أمنياً متخصصاً، يقوم بمسح حركة المشتركين، وذلك من خلال التدقيق بعدد الرسائل التي تصدر من كل حساب. وإذا ما رصدوا حركة مفرطة من حساب معين يقومون بإنذار صاحبه بإحتمال تعرضه للقرصنة. وهذا الاختراق الإلكتروني الذي يقوم به الهاكرز ضد المواقع الإلكترونية من الممارسات التي تزعج أصحاب هذه المواقع وقد تُعطل الدخول إليها، وقد يترتب على الإختراق خسائر لهم سواء على الصعيد الإقتصادي أو حتى على مستوى الثقة بالموقع أو تعطيل مصالح المستفيدين منه.