لا شك أن ما حدث في جنوب كردفان قد أزعج الشعب السوداني وأثار غضبه.. وقد أكد المواطنون الذين استطلعتهم (آخر لحظة) يوم أمس الأول أنهم جاهزون للانخراط في الكتائب التي تعدها الحكومة الآن لردع العدوان الغاشم على هجليج والمنطقة التي تتواجد فيها آبار البترول.. وظني أن الحركة الشعبية لا ترغب في الاحتلال كقيمة لكنها تريد أن تستعرض قوتها هي وربيباتها الدول التي تساندها والتي تريد أن تواصل هذه المنطقة في الاستئصال.. أكدت المصادر أن الطائرات والدبابات التي اعتدت بها الحركة الشعبية على السودان تابعة للدول التي تستهدف السودان.. وأعتقد أن المنطق يقول ذلك.. فالحركة الشعبية ليست لديها المسوقات ولا الترسانة الحربية التي تهاجم بها.. بل وتتوغل بها داخل الأراضي السودانية حتى وإن كانت ترغب في أن تستخدم الهجوم كورقة ضغط في المفاوضات.. لأنه لا يمكن أن تصل إلى المكان الذي وصلته الآن.. وهي تعلم حدود إمكاناتها.. والغريب أنها تقول في أجهزة الإعلام إنها تدافع عن أراضيها.. والسؤال الذي يطرح نفسه هل يدافع عن الأراضي المعتدي أم المعتدى علي.. وإذا انتقلت إلى احتمال آخر وهو الهدف الذي يروج له البعض من أن المعتدين يسعون لإسقاط النظام.. والمتابع للأحداث يجد أن السحر قد انقلب على الساحر.. فالسودانيون بطبعهم لا يرضون بالهزيمة ولا بالتعدي على القوات المسلحة اتفقوا مع الحكومات أو اختلفوا معها.. فالجيش جيش كل السودان.. وهو حامي الحمى.. لذا رفضوا الاعتداء.. وبدلاً من أن يهاجموا الحكومة وقفوا معها.. وهنا أتذكر.. حديثاً قاله لي أحد المعارضين قبل سنوات.. حيث قال: (الحكومة دي محظوظة كل ما يبتعد عنها الناس يحدث حدث يجعل المواطنين يلتفون حولها).. ولن أجد كلمات أختم بها مقالي هذا أفضل من آية من الذكر الحكيم (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).