بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية في العام 2005م، بدأت خطوات أخرى لحسم القضايا العالقه بين الطرفين، وكانت عملية ترسيم الحدود إحدى تلك الخطوات واحتكما إلى حدود 1956م واختلفا في أربع مناطق لم تكن هجليج إحداها، إلا أن رئيس دولة جنوب السودان بعد اعتدائه على مدينة هجليج خرج بتصريحات أكد من خلالها أن هجليج تتبع لدولته وأنه لن يتنازل عنها، وخرجت مسيرات في جنوب السودان تطالب الحكومة باسترداد ما ادعوا أنها مناطقهم وقالوا إنهم سيرجعونها من السودان. وقال المراقبون إن حكومة جنوب السودان لم تتحدث يوماً عن منطقة هجليج، وإن جلسات واجتماعات وجولات مفاوضات أديس أبابا بما أنها الجولة الأخيرة لم تتطرق لهذا الموضوع، ورجح المراقبون سعي حكومة جنوب السودان لتجيير الحقيقة وتبييض وجهها أمام المجتمع الدولي خاصة الدول التي تساندها في مواقفها المتأرجحة بعد توغلها داخل الحدود السودانية بنحو(70) كيلومتراً مما يعتبر اعتداءً من دولة على دولة أخرى، الأمر الذي يعده العالم من موجبات العقوبة الدولية. بروفيسورعبدالله الصادق رئيس لجنة ترسيم الحدود بين السودان وجنوب السودان قال: إن اللجنة الفنية لترسيم الحدود أكدت حسمها ل 80% من ترسيم الحدود، وإن 20%منها فقط قيد النظر الآن، مشيراً إلى أن هجليج قد حسم أمرها وليس هناك نزاع حولها ولا حتى جدال، بالإضافة إلى أنها بعيدة جداً من الحدود المتنازع عليها، مضيفاً (ولا يستطيع سلفاكير أن يضمها للجنوب بجرة قلم). وذهب د. حسن الساعوري المحلل السياسي، في نفس اتجاه بروفيسور عبدالله وقال إن محكمة لاهاي قد حسمت قضية هجليج وأكدت أن هجليج سودانية، وأن هناك بعض المناطق ما زالت مناقشتها مستمرة، منها منطقة أبيي، وتساءل الساعوري عن أسباب عدم طرح قضية هجليج من قبل ولم يحتجوا أو يعترضوا حينها، واصفاً حديث سلفاكير (بالصلبطة) وأنه ليس لديه الحق في إطلاق تلك الادعاءت التي يهدف منها إلى إحداث حرب اقتصادية وإدخال الحكومة السودانية في أزمة اقتصادية تخرج الشعب السوداني للشارع للمطالبة بإسقاط النظام بعد محاولتهم الفاشلة عندما رفضوا تصدير البترول عبر الشمال، وتأكدهم من أن الذي قاموا به لم يخلق أزمة اقتصادية وخاب ظنهم هم والمعارضة (تجمع كاودة) الذي تأويه وتدعمه. ورغم كل ما قامت به حكومة جنوب السودان وما ساقته من مبررات لاحتلال منطقة هجليج، إلا أنها قد أحرجت من دعموها من المجتمع الدولي الذي أدان الاعتداء وطالبها بالانسحاب الفوري منها، والعالم ينتظر ردة فعل دولة الجنوب.