أستاذ مصطفى حيرنا شهدت الساعات التي سبقت مباراة القمة بين الهلال والمريخ حراكاً مشوقاً داخل دار الصحيفة بأقسامها المختلفة، وفي مرات كثير ظل الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس التحرير يطلق تكهناته ودائماً ما تصيب ويالغرابة، وتعدت هذه التوقعات مباريات الهلال مع المريخ لمبارياته الأفريقية.. ولكن الذي حدث قبل مباراة أمس الأول فقد كانت هناك حالة من الارتياح.. تعم بعض الأقسام خاصة الكمبيوتر عندما علم المدقق الزميل حيدر وأيضاً الأستاذة إيمان بالكمبيوتر عندما علما بتوقعاتي بفوز المريخ أو خروج المباراة بالتعادل، على الرغم من أنني خلال تناولي في الصحيفة لم أشر إلى ذلك من بعيد أو قريب، بل قلت: مجنون من يتكهن بنتيجة لقاء القمة وجاءت المفاجأة المدوية كما نقول قبل ساعة من المباراة عندما سألني الأستاذ مصطفى عن توقعاتي فرددت أمامه ما رددته أمام الزملاء وقلت للأستاذ مصطفى في إفادة واضحة مضمونها أن مباريات الفريقين الأخيرة أفريقياً ومحلياً تنبيء بتفوق المريخ في لقاء القمة اليوم.. وأن كل المؤشرات تصب في مصلحة الأحمر أو التعادل على أقل تقدير، وكنت أتوقع أن تدخل هذه المؤشرات الرعب في الأستاذ مصطفى بحكم هلاليته رغم مريخية الراحل المقيم والده ووالدنا محمود أبو العزائم عليه رحمة الله، ولكن فاجأني بنبرات مملوءة بالثقة بالقول إن الهلال سيفوز اليوم بهدف ولن يخسر أبداً.. وفي الحقيقة لم تقلل إشارات الرعب التي أرسلتها له من حماسه ولم تحد من تمسكه بتوقعاته بل علمت أنه أضاف شيئاً لأبنائه بالمنزل بأن المباراة ربما تنتهي بأزمة أو خناقة وهذا ما حدث بالفعل عقب المباراة عندما حاول بعض منسوبي المريخ التحرش بالحكم وعندما انتهى المؤتمر الصحفي عقب المباراة بأزمة.. وحقيقة أنا في حيرة من تنبؤات الأستاذ مصطفى وأتساءل هل الشعور بالتشاءم تجاه الهلال يرى فيه الأستاذ نوعاً من التفاؤل المضاد أم هو نوع من الفراسة؟! و أخيراً نسيت أن أسأل الأستاذ مصطفى هل كان يشارك في السبعينات في توتو كورة أم لا؟! ٭ كما توقعت أن القمة بين الهلال والمريخ ستكون حماساً زائداً وعنفاً إلى حد الخشونة، وتقاسم الفريقان العك الكروي وكلما حاول نجوم الفريقين الالتفات إلى اللعب الجميل تعود المباراة بسرعة ريمة إلى قديمها «عمال على بطال» كما يقول الأشقاء في مصر. ٭ كانت للهلال الرغبة والأسبقية في السيطرة وتهديد المرمى والإعلان عن نفسه مبكراً. ٭ تململ جمهور المريخ ومضغ الملل بسبب عناد الحظ في فرصتين مؤكدتين، وفي إحدى هذه الفرص ونجوم الفريق كانوا ذهولاً وتقدماً يلعب المعز الكرة الطويلة من كاريكا لسادمبا لبشة الذي احرز الهدف بعد ان وجد نفسه في وضع مرتاح وتقدم نحو المرمى مما اجبر اكرم على الخروج ووضع الكرة من تحته بكل ثقة وتركيز. ٭ المباراة عانت حالة انيميا حادة في فنيات اللاعبين ولكن هدف الهلال الملعوب كان لوحة جمالية وعزف منفرد وسادومبا ارسل الكرة عرضية صحيحة وبدقة بلغت مائة بالمائة. ٭ نعم كان المريخ المسيطر والمستحوذ واهدر اكثر من الهلال ولكن بدون تركيز لم ينجح في استغلال فرصة. ٭ دخل المدافع صالح قلوب جماهير الهلال من اول مشاركة قوية بعد أن حد من خطورة كلتشي. ٭ بحث المريخ بكل جدية عن هدف التعادل والدفع بالقائد العجب كان ضمن هذه المحاولات ولكن نزول العجب تأخر كثيراً وكثيراً جداً. ٭ المباراة عموماً لم تفرز قمة مختلفة فلا جديد. ٭ راهن الهلال على خبرات لاعبيه فكسب وكانت هذه كلمة السر في الفوز. ٭ سعيد السعودي استحق ان يقاسم الباشا نجومية المريخ أما صالح فهو نجم الهلال بلا منازع. ٭ كعادة الخاسر في لقاءات القمة علق المريخ شماعة الخسارة على الحكم الذي لم يطرد اكرم ولم يحتسب ركلة جزاء صحيحة لسادومبا باعتراف سيحة على الهواء ولو خسر الهلال لبحث ايضاً عن ذات الشماعة. ٭ لم يستسلم المريخ الا ان منافسه رفض الانحناءة بعد ان بذل نجومه جهداً خرافياً للمحافظة على النتيجة.