أوقفت الإمارات العربية المتحدة، اليوم الأربعاء، الرحلات الجوية بين مدن ومطارات الدولة وبورتسودان على نحو مفاجئ الأمر الذي أحدث ربكة كبيرة في جدول الرحلات الجوية. وأثار القرار تساؤلات عديدة في الأوساط السودانية، وتداول ناشطون الأسباب الحقيقية وراء إغلاق المجال الجوي أمام سلطة الأمر الواقع ببورتسودان. وكتب الصحفي مجاهد بشرى على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لماذا أوقفت الإمارات الرحلات من مطار بورتسودان؟ والأسباب وراء القرار السيادي الذي تجاهله إعلام الكيزان. وقال: تفاجأ السودانيون اليوم بإعلان الإمارات وقف جميع الرحلات القادمة من مطار بورتسودان. وأضاف "كالعادة، سارع الإعلام الموالي للجيش والفلول لترويج تفسيرات واهية لا علاقة لها بالمنطق، في تجاهل متعمد للواقع المعقد والخطير الذي يحيط بمطار بات فاقدًا لأي مواصفات سيادية أو معايير سلام". وتابع: "لكن الحقائق لا تخضع للمزايدات"، وأوضخ أن الإمارات لم تّصدر قرار إغلاق المجال الجوي أمام طائرات بورتسودان عبثاً، بل ردّت على إعلان حرب، وأشار إلى أنه في أكثر من مناسبة، وصفت سلطات بورتسودانالإمارات بأنها "دولة عدوة"، وهدد قادة عسكريون، على رأسهم ياسر العطا، بنقل الحرب إلى داخل الأراضي الإماراتية. وقال بشرى: "لا يمكن لعاقل أن يتوقع أن تسمح الإمارات باستقبال طائرات قادمة من مطار يسيطر عليه تحالف عسكري يتعامل مع إيران ويمتلك علاقات نشطة مع الحرس الثوري، دون أن يعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا للأمن الوطني الإماراتي". وأشار إلى أن مطار بورتسودان تحول إلى بوابة تهريب وسلاح، وقال إن المطار لا يخضع لأي رقابة مدنية مستقلة، بل تسيطر عليه عناصر نظام الحركة الاسلامية الإرهابية، ويستخدمه ذراعها المسلح "الجيش" كممر لعمليات عسكرية وصفقات تسليح مشبوهة. وأضاف بشرى أن طائرات الحرس الثوري الإيراني تهبط في مطار بورتسودان بشكل علني، وقال: "هذا وحده كافٍ لأن يُصنف كمنشأة أمنية عالية الخطورة، لا كمطار مدني". وأكد بشرى غياب شبه كامل لإجراءات السلامة، وأن الإمارات ليست الدولة الأولى التي تفقد ثقتها في مطار بورتسودان، مشيراً إلى أنه في أكتوبر 2023، فرضت مصر تفتيشًا إضافيًا لأمتعة السودانيين على المدرج نفسه بعد تجاوزهم بوابات التفتيش، وهو ما وثقته كاميرات الصحافيين، وأشار إلى أن مطار بورتسودان يشهد المئات من بلاغات السرقة والابتزاز والتهريب. وقال إن عناصر الأمن المنتشرة في المطار لا تتابع تنفيذ إجراءات السلامة، بل تُمارس ابتزاز المسافرين وسرقة أمتعتهم والمشاركة في عمليات التهريب, واستهداف السودانيين حسب سحناتهم و إثنياتهم وفقا لقانون الوجوه الغريبة، وأن مطارات السودان العسكرية والمدنية جزء من شبكة المخدرات، وقال إن الأمر ليس شائعات، بل واقع موثق في النيابات والمحاكم. وأكد أن مطارات السودان، بما فيها الحربية، تم استخدامها في تهريب شحنات مخدرات ضخمة، وأن أحد أبرز المتورطين المعروفين هو مسؤول الصناعات الدفاعية للجيش السوداني الفريق ميرغني إدريس، المطلوب للعدالة الدولية. وأشار إلى تحذيرات دولية من استخدام مطار بورتسودان، وقال إن أربع دول كبرى أصدرت تحذيرات رسمية واضحة بشأن استخدام مطار بورتسودان وهي الولاياتالمتحدة مستوى 4 – لا تسافر "الوضع في السودان خطير ومطار بورتسودان غير آمن".، والمملكة المتحدة لا تسافر لأي جزء من السودان "المطار عرضة لهجمات وإغلاق مفاجئ".، وكندا لا تسافر إطلاقًا "الخروج عبر المطار ممكن لكن محفوف بالخطر".، وأستراليا لا تسافر إطلاقًا "المطار معرض لهجمات ولا يُعتمد عليه أمنيًا". وقال إن خلاصة الأمر، حول قرار الإمارات بوقف استقبال الرحلات القادمة من بورتسودان ليس قرارًا سياسيًا ضد المواطنين السودانيين، فهناك مئات الالاف منهم داخل الإمارات، ويعاملون أفضل تعامل، وليس كما حاول أن يُصور إعلام الفلول والبلابسة، بل قرار سيادي عقلاني يحمي أمنها الداخلي من تهديدات معلنة وواضحة. وأوضح أن مطار بورتسودان اليوم ليس منشأة مدنية، بل أصبح معبرًا عسكريًا غير منضبط، تتحكم فيه مليشيا إسلامية ترتبط بإيران والحرس الثوري، وتُمارس فيه عصابات من الأجهزة الأمنية السرقة والتهريب والابتزاز، وأضاف أنه من الطبيعي، بل من الضروري، أن ترفض أي دولة مسؤولة استقبال رحلات قادمة من هذا الجحيم، والأهم هو ألا تأخذ معلوماتك ممن هم مستفيدين من هذه الحرب.