«وما جعله الله إلا بُشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم».. صدق الله العظيم. كان يوم الأمس هو يوم جمعة النصر.. يوم الانتصار العظيم الذي أكد قدرة قواتنا المسلحة العظيمة التي لم تخسر حرباً، ولن تخسرها بإذن الله الواحد الأحد، والتي تؤسس لعملها سلماً وحرباً، منطلقة من هدى الآية الكريمة: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفى إليكم وأنتم لا تظلمون».. صدق الله العظيم. وجاء إنتصار القوات المسلحة السودانية وتحريرها لمنطقة «هجليج» درساً للغزاة والبغاة، بأن الله ينصر من ينصره، وجاء النصر مؤكداً على أن القوات المسلحة لم تكن وحدها في هذه المعركة، كان معها كل الوطن، ممثلاً في القوات المساندة والمساعدة، وممثلاً في كل شرائح وقطاعات وفئات هذا الشعب العظيم، وقبل هذا وذاك كان الله معها في كل خطوة تقدمت بها لاسترداد الحقوق التي حاولت حكومة وجيش دولة الجنوب أن تعتدي عليها بالتآمر والخيانة، مستعينة بكل مرتزق لئيم. جاء إنتصار القوات المسلحة السودانية درساً قاسياً وصفعة موجعة لعصابة الحركة الشعبية، التي زورت إرادة المواطن في جنوب السودان، واختطفت قطعة غالية منه تتحكم فيها لخدمة أسيادها وخدمة مصالح قادتها. جاء انتصار القوات المسلحة السودانية درساً لحكومة جنوب السودان- ليتها تعي الدرس- بأن بلادنا لت تؤتى من الداخل، فقد توحّدت الإرادة السودانية داخل الحكومة والمعارضة، وهذا ما تعاني منه «جوبا» التي تتخبط في طريق إتخاذ القرار، ولا تملك إلا القدرة في الحاق الأذى بشعب جنوب السودان وبالدولة الوليدة. بالأمس.. ومع تباشير النصر كنا قد اتفقنا داخل «آخر لحظة» أن نفرد عدد اليوم لهذا النصر العظيم، بل وضعنا عناوين الصفحة الأولى منذ وقت مبكر، ولم نر أنسب من كلمتين هما «الله أكبر» وهي كلمات ترهب العدو وتزلزل كيانه وتشل حركته، ونحن نعرف فضل أن ترتفع راية «الله أكبر» وقد جاء في الأثر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضيرك بأيهن بدأت». تحولت الصحيفة إلى غرفة عمليات وإلى خلية نحل نشطة، ورأينا أن نخصص هذا العدد ليكون مرتبطاً بالحدث الذي وثبت أقدامنا وزلزل أركان دولة الشيطان. ولأول مرة يلاحظ القارئ الكريم أن صفحة «آخر لحظة» الأولى تجئ بدون إعلان، فقد إجتمع مجلس التحرير عقب صلاة الجمعة أمس، ورأى أن تضحي بنصف صفحة إعلانية، وبكثير من الإعلانات داخل الصحيفة حتى نكون على مستوى الحدث، عدا التي عبرت عن الفرحة بإسترداد هجليج، خاصة وأن هناك من ضحى بما هو أعز وأنفس وأغلى، هناك من ضحى بالروح والدم وبرفقة الأهل والأبناء. التحية لقواتنا المسلحة الباسلة الشجاعة، ولقواتنا النظامية الأخرى، ولقوات الدفاع الشعبي في مثل هذا اليوم الذي تقف فيه الكلمات عاجزة عن وصف البطولة والرجولة ومعاني التضحية والفداء.. والبقاء والخلود لشهدائنا. الله أكبر والعزة لله ورسوله وللمؤمنين.. الله أكبر والعزة للسودان.