التحية والتجلة والاحترام لكل جنودنا البواسل في جيشنا القوي القومي الذين دافعوا ويدافعون عن الأرض والعرض بكل شجاعة، محققين لنا انتصارات داوية لا ولن تحجبها كبوات عارضة في معارك ضارية، في حروب جارية لن تضع أوزارها إلا بعد انتصارات حاسمة تؤكد التفوق التام لجنودنا الأشاوس، وتعيد التوازن المنطقي لجنودنا الأعزاء، نحن نحترمكم ولا نشفق عليكم، نحبكم ولن نبخل عليكم بكل دعم مادي ومعنوي، وأنتم ترخصون أرواحكم في الحفاظ على السودان العظيم بكم وبأهله.. التحية مرة أخرى لكم وأنتم تشترون المجد بأغلى ثمن، التحية لقواتنا النظامية الأخرى، ولقوات المجاهدين في الدفاع الشعبي. الغاية: في تعريفها العام هي التمسك والتشبث في موقع معين لتحقيق هدف أوأهداف محدودة، تخص ذلك المتشبث بالموقع.. والغاية لكل من يحكم بلداً كان ذلك الحاكم فرداً نظاماً أو حزباً، فإن غايته البقاء في الحكم، الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لتحقيق أهداف خاصة به، يؤمن بها ويسعى لتحقيقها كاملة بغض البصر عن وسائل تحقيق تلك الأهداف، دون التأمل وتذكر الحقيقة الكبرى وهي الموت، الذي لايستثنى أحداً.. الجنرال فرانكو ملك أسبانيا لأكثر من أربعين عاماً كان يردد- وهو على فراش الموت- الموت أكبر معوق لتحقيق الأهداف. النظرية الميكافيلية التي تقول إن الغاية تبرر الوسيلة، أثبتت كل التجارب في التاريخ القديم والحديث عن عدم اتساقها مع رغبات وتطلعات كل ذي بصر وبصيرة من البشر، ولذلك قامت وتقوم الثورات التي تزيل الحكام والأنظمة بكل قوة وقسوة، وكل ذلك محكوم ومنصوص عنه بدقة وبلاغة في كتاب الله عز وجل «تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء» والدقة والبلاغة في كلمتي «تؤتي وتنزع» تؤتي فيها لطف عميق ويسر لفعل محبب دون رد فعل، ولكن النزع فيه فعل ورد فعل مقاوم لذلك الفعل، متمثلاً في الإصرار على التشبث لآخر لحظة، حتى يتم أمر الله بالنزع، حتى الموت فيه قوة الفعل، وهو عندما يحين الأجل المحتوم، ورد الفعل في التشبث بالحياة، حتى سمي بالنزع الأخير.. الحق عز وجل لم يقل تؤتي وتأخذ بل قال تنزع، والفرق بين الأخذ والنزع واضح وبليغ في المعنى والمضمون. الوسائل المبررة للغايات: الوسائل المبررة للغايات في الميكافيلية مطلقة لا سقف لها، وهي بهذه الصفة غير دقيقة وغير نبيلة، لا تحقق الغايات الى نهاياتها، وتؤدي في منتصف الطريق الى نزع السلطة والحكم بكل عنف وقسوة، بعد أن أوتيت بكل يسر ولطف، ولكن ليست كل الوسائل غير مبررة للوصول لغاية الحكم، حتى تحقيق كل الأهداف في تأنٍ وحكمة- وإن طال الزمن- الوسائل المبررة للغاية كلها مستمدة من تعاليم الإسلام في دستوره المقدس «القرآن الكريم»، وفي أحاديث النبي العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته، وسلفه الصالح من الخلفاء الراشدين والصحابة الأجلاء، متمثلة في القيم التالية الرفيعة التي مورست بكل قوة وقناعات في الاثنين وثلاثين عاماً الأولى للإسلام، منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى الخليفة الرابع سيدنا علي كرم الله وجهه، إحدى عشرة قيمة اسلامية سامية، لو مارسها اي حاكم كوسائل للبقاء تبرر تماماً غايته في الوصول الى أهدافه: 1-العدل بين الناس منصوص عنه في القرآن الكريم والأحاديث والسيرة، وهي في زماننا اليوم يرمز لها باستقلال ونزاهة القضاء، ووجوب تطبيق كل قوانينه على كل فرد في المجتمع يرتكب خطأ، دون مراعاة لأي اعتبارات غير المواطنة. 2-المساواة وهي أن كل المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات، لا يفرق بينهم بأي شعارات مثل التطهير واجب وطني بعد أكتوبر 1964 أو سياسات التمكين بعد يونيو 89، واللتان حرمتا الوطن من الاستفادة من كفاءات نادرة انفقت عليها الدولة أموالاً طائلة في التدريب والتعليم الرفيع، وحرمت أسراً كريمة من العيش الكريم العفيف دون سبب، غير الولاء، وأصابت الخدمة المدنية في مقتل، المساواة هذه تزيل كل غبن يحدث بسبب التهميش لكل من هو بعيد عن مركز السلطة الجغرافي- المركز في الخرطوم وما جاورها- ولو تم ذلك لما قامت الثورات في الأقاليم النائية مثل دارفور. 3-الصدق وهو قيمة أساسية في الإسلام، حض عليها القرآن الكريم والنبي المعصوم حتى قال «إن المسلم يمكن أن يسرق- يزني- وأن يفعل كذا وكذا ولكنه لا يكذب.. الصدق في القول والفعل وسيلة حاسمة تبرر الغاية. 4-التواضع والجلوس مع الرعية دون وسيط وفي أي وقت، وأي مكان، وفتح كل الأبواب المغلقة بالسكرتاريات والمكاتب التنفيذية، التي تحجب أهم وادق الحقائق عن المسؤول، ترفعه في برج عاجي لا يدري ولا يعلم عن آلام وأوجاع المواطنين، وقسوة حياتهم اليومية، وتفكك الأسر الكريمة المحافظة بالتغاضي المفروض على أرباب هذه الأسر، عن وسائل كسب عيش أبنائهم وبناتهم على وجه الخصوص. 5-الرعاية الاجتماعية والتكافل وهو في الإسلام الزكاة ومصارفها السبعة، والتي إذا أعملت على الوجه السليم تعيد التوازن للمجتمع وتقلل الى الحد الأدنى نسبة الفقر، والتي بلغت الآن في السودان 45 في المائة أي أن ما يقارب نصف السكان تحت خط الفقر، وهو الخط الذي يحدد أدنى درجة لمتطلبات العيش البسيط الضرورة للحياة. 6-طهارة اليد واللسان وهي قيمة إسلامية رفيعة مطلوبة في كل الأزمان، وضرورة لاستمرار الحكم وشرارة فاعلة في كل الثورات، وهي في مجملها تعني بالفساد بكل أشكاله في استغلال النفوذ، أخذ الأموال بغير وجه حق، تحقيق ثروات هائلة في زمن وجيز بطرق غير مشروعة-الاختلاس-تعسر البنوك من ديون أصحاب نفوذ وحماية لا ضمان لهم، وخلافها من أنواع الفساد. 7-الحرية في التعبير وإسداء النصح للحاكم وقبول الرأي الآخر، والدعوة بالموعظة الحسنة دون اكراه قال تعالى: «فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر».. و«جادلهم بالتي هي أحسن» صدق الله العظيم... ومن المعاني إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.. وكما قال سيدنا عمر «كيف استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا» وقوله أخطأ عمر وأصابت امرأة. والإسلام أكثر ما يدعو الى الحرية الشخصية، وأمن وأمان الناس في مساكنهم، والرسول الكريم يدعو الى دخول البيوت من أبوابها، وتحية من فيها، ويحذر من التجسس والتحسس، وقصة سيدنا عمر مع من كانوا داخل منزلهم يعاقرون الخمر، وتسور عليهم الحائط، وأراد أن يبطش بهم حتى اعترفوا له بأنهم ارتكبوا خطأ واحداً هو شرب الخمر، ولكنه ارتكب ثلاثة أخطاء متمثلة في أنه تجسس عليهم، لذلك أتي المنزل من الحائط، ولم يحييهم، تراجع عن عقابهم بشجاعة نادرة. 8-الشورى وأمرهم شورى بينهم، هو في زماننا هذا يعني البرلمان والانتخابات الدورية، وفي ذلك شورى باشراك كل المواطنين عبر ممثليهم في تحديد سياسات ومسار الدولة. 9-الأمن والغذاء.. هذه وسيلة منصوص عنها بكل وضوح في القرآن «لئلا في قريش إيلا فهم رحلة الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف» صدق الله العظيم.. رحلة الشتاء والصيف هي حرية التجارة وتوفير الغذاء والأمن للمواطن واجب، ووسيلة مفصلية كوسيلة تبرر الغاية. 10-إزالة كل أشكال القبلية والفرقة بالابتعاد عن أعمالها في اي نشاط اجتماعي- سياسي- أو مادي- مثل الوظائف، خاصة الدستورية لخلق توازن في الدولة، وهذه الوسيلة تتعارض تماماً مع النظرية الغربية المدمرة للأمم، وهي نظرية فرق تسد مراعاة القبلية في الحكم وسيلة غير مبررة للغاية. 11-الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أجمل كل الوسائل المبررة للغاية في كلمتين فقط «الدين المعاملة» يندرج تحت هاتين الكلمتين كل المعاني السامية في البشرية، وفيها كل القوانين والإعلانات التي يتمشدق بها العالم الأول، ومواثيق الأممالمتحدة مثل إعلان حقوق الإنسان وقوانين ومنظمات رعاية الطفولة- الأمومة- اللجوء السياسي- قوانين الأسرى- وضوابط الحروب وأسلحتها- البنك الدولي وصندوق النقد الدولي- والتجارة العالمية- والتعايش السلمي- وحتى حقوق الحيوان التي قامت من أجلها جمعيات وجمعيات، والرسول الكريم قبل أكثر من ألف وخمسمائة عام قال «دخلت النار امرأة في هرة حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض».