جاءت في الأخبار أمس تصريحات لتحالف أحزاب المعارضة اتهمت فيها المؤتمر الوطني بافتعال الأزمات والحرب مع دولة الجنوب لإيجاد مبررات للتصدي والتضييق على الحريات.. وأعلن رفضه القاطع لحالة الطواريء المفروضة على بعض المحليات بالولايات الحدودية مع الجنوب.. وهذا حديث وتصريح مضحك ومبك في نفس الوقت.. واعتقد أن من اتفقوا عليه لم يفكروا فيه بشكل مدروس وأنهم تعاملوا مع الحدث وكأنه حدث عادي من تلك الأحداث التي يعلقون عليها ويرفضونها أو يقبلونها.. فالقضية قضية حرب معروف للجميع «بالداخل والخارج» من افتعلها.. بل بادر باحتلال الأراضي السودانية التي ليس فيها نزاع بين الدولتين وأنتم من طالبتم بالمحاسبة ووقفتم مع الحكومة في باديء الأمر.. لأن القضية اعتداء دولة على دولة وليس اعتداء جيش متمرد على دولته.. ومعروف في الدستور أن حالة الطواريء تعلن أولاً في المناطق التي تحدث فيها مشاكل أو صراعات حتى ولو داخلية.. ثم أنها يمكن أن تطال كل السودان إذا أصبحت هناك تهديدات أمنية.. وظني أن هذا معلوم للمعارضة التي يدخل في تكويناتها قانونيون وسياسيون.. بل وقيادات حكمت السودان من قبل.. واعتقد أن حديثها للاستهلاك فقط.. وأنه ينقصها ولا يزيدها.. فهي بتصريحها هذا قد أكدت أنها تعارض من أجل المعارضة.. «ولا تريد» أن تعي ما تقوله أو حتى تعنيه لكن لها «مآرب» في ذلك. فهل تريد أن تهدد الحركة الشعبية المناطق الحدودية وتهرّب عبرها البضائع والأسلحة والأموال دون أن تتدخل الحكومة ثم تأتي هي نفسها لتتحدث عن غلاء الأسعار وتهريب البشر والسلع. سادتي هذا التصريح «معيب» و«شين» في حق تحالف المعارضة ويسيء لتاريخ قياداتها.. ترى هل إذا وصلت للحكم ستشكر دول الجوار إذا اعتدت على البلاد؟!