في دماغي الخربان ، ما زالت ترن صرخة لواحد من رفقة الصبا تم ضبطه وهو يلتقط الرطب من نخلة مشهورة عند حافة النيل ، وفي حينها جرى ضربه ضرب غرائب الأبل ، أما صاحبكم وبقية شلة العفاريت فقد أطلقنا السيقان للريح ونجونا من عملية تكسير العظام ، وأتصور أنه في أيامها لو كانت أجهزة التقنية الحديثة متوفرة لجرى تسجيل مشهد العلقة الساخنة وأصوات صراخ صاحبنا ولتم بثها كمقطع فيديو لأكثر الصرخات إيلاما في العالم ، وربما حصد صاحبنا المضروب ملايين الدولارات جراء تلك الصرخة ، أو ربما تدخلت جمعيات حقوق الإنسان لإنصاف صاحب الصرخة من خصومه . المهم تذكرت صرخة صاحبنا حينما تم الإعلان قبل عدة أيام عن بيع لوحة الصرخة للفنان العالمي مونك مقابل 120 مليون دولار ورقة تنطح الأخرى في مزاد سوذبي ، وبذلك سجلت هذه الصرخة رقما قياسيا بإعتبارها اللوحة الأغلى في العالم في المزادات الفنية , وأتصور أن هذه الصرخة التي لها ضل لا تشبه أي صرخة في العالم أجمع ، واتمنى أن تصل قيمة صرخة العبد لله إلى واحد من عشرة في المليون من صرخة مونك . حسنا دعونا من صرخة مونك وصرخة صاحبنا المضروب في السنين الخوالي ، العالم الآن يعيش في حالة صراخ من العيار الثقيل ، صراخ في النواحي الأقتصادية ، صراخ في مجريات السياسة ، لكن أكثر هذه الصرخات إيلاما صراخ الشعوب المغلوبة على أمرها من أفعال الديكتاتوريين كما يحدث في سوريا . بالنسبة للصراخ الإقتصادي فإن منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة أعلنت أن العالم لن يتعافى قريبا من أزمة البطالة ، وأن أزمة العاطلين عن العمل سيرتفع سقفها إلى أرقام كبيرة خاصة في الدول النامية قصدي النايمة مثل حالتنا في السودان ، لكن ما يجعل الإنسان يصاب بالمغص والمصران الأعور أن المنظمة العالمية كشفت أن هناك 43 مليون عاطلٍ حول العالم ، ولأننا بسلامتنا مصابون بالمصران الأعور في نواحي التوظيف فإننا بحمد الله وجلت قدرته نمتلك مئات الألوف من العاطلات والعاطلين ، والشيء الجميل جدا أن مخرجات الجامعات في كل عام ترفدنا بآلاف الخريجين ولا حياة لمن تنادي ، وأبشركم بالخير إننا خلال السنوات الخمسة المقبلة سنحتل مراكزا متقدمة جدا في عدد العاطلين ودقى يا مزيكا . أما فيما يتعلق بصراخ الشعوب المغلوبة على أمرها فنحن جزءا من هذه المنظومة وستواصل ساقية الصراخ طالما إستفردت الإنقاذ بالحكم وتمادت في إقصاء الآخر ، وبمرور السنوات سيصبح الصراخ أعلى وتيرة، وبعدين الله أعلم أين ستنتهي الأمور؟ ، لكن وسط معمعة الصراخ هذه يجب علينا عدم نسيان أن هناك صراخ سخيف من بعض الرموز الذين يجيدون المناورة وأقصدد بهؤلاء أقطاب المعارضة زعيط وأخيه شيخ تلب نطاط الحيط ، لأن هؤلاء لا تهمهم مصلحة البلد ولا مصلحة البطيخ .