وصف عدد من الخبراء قيام اثيوبيا بانشاء سد الألفية وتوقيعها للاتفاقية الاطارية مع دول حوض النيل الأخرى بالتمرد على الاتفاقية السابقة لسنة 1959، وتجاوزها لدولتي مصر والسودان، ما هو إلا تنفيذ للمخططات الغربية، التي وثقت لها أمريكا مسبقاً وبتحديد حوالي 32 مشروعاً مائياً، وتقوم اسرائيل بتنفيذ 4 مشاريع كمرحلة أولى، وأكبرها سد الألفية، والمتوقع أن يخزن حوالي 74 مليار مترمكعب.. وأشار الخبراء الى أن قيام السد على الحدود يعتبر كيداً سياسياً وليس اقتصادياً لأنه على بعد حوالي 12 كيلو متر من الأراضي السودانية، مما يعتبر مهدداً حقيقياً للأمن القومي والمائي السوداني، باعتبار أن السد يقوم على ارتفاع أكثر من 700 متر وإذا تعرض هذا السد للكسر، فإن الخرطوم ستغرق، بل سيمتد الأثر حتى السد العالي، وحمل الخبراء مسؤولية ذلك الى فشل الدبلوماسية السياسية، التي أدت نتيجتها الى الوضع الحالي.. وقال الخبير المائي د سيف الدين يوسف في ندوة تداعيات سد الألفية أمس: إن مياه الهضبة الاثيوبية نقصت حوالي 20% بفعل المناخ، وقيام السد بالطبع سيؤثر على السودان، وجملة المياه الموجودة في السودان تقدر ب20,000 مليار متر مكعب منها 4000 مليار مياه جوفية، وهذا السد سيجعلها تقل الى حوالي 600 مليار، واثيوبيا لا تحتاج السد في الزراعة، لأنها لا توجد لديها أراضي زراعية، ولكنها تنفذ السياسة الاسرائيلية، التي تعمل على أن تقوم اثيوبيا بإحكام السيطرة على الأمن المائي للسودان ومصر بحلول العام 2025،، وطالب د. سيف الدولة بضرورة وضع الاتفاقيات التي تؤمن الحقوق المائية للسودان، واستمرار امداده بالمياه المتفق عليها سابقاً، وكيفية تأمينها في فترات الجفاف، والاتفاق على كيفية التشغيل، وملء الخزان، ووضع استراتيجية مائية قومية، تقوم على مبدأ التعاون وإبرام الاتفاقيات، والتركيز على عدم الإضرار بالغير، والاهتمام بالمياه الجوفية وتطويرها، ومن جانب آخر قال د. عباس عراقي ممثل جمهورية مصرالعربية في الندوة: إن الموقف المصري لا يمانع في إقامة المشروعات على المياه، شريطة أن تكون مشاروة ومشاركة الدول فيما بينها، وأكد أن المشروع.. جاء دون مشاورة مصر والسودان، ولهذا نحن نقوم بتكوين لجنة فنية لدراسة المشروع قبل اكتمال العمل فيه، ولكنه عاد وقال: إن مصر أكثر الدول استفادة من السد في الزراعة والكهرباء،، وقال: إن أثيوبيا خلقت لتوليد الكهرباء، وأكد إن المساحة التي تحتاج للري حوالي 250 ألف فدان، ويمكن أن تروى ب2 مليار متر مكعب، وأبان أن ما يشغل مصر الآن هو كيفية التشغيل، لأن السد قيامه يعني حجز حوالي 500 مليار متر من الطمي، ومهدد حقيقي لا في السودان ومصر، لأن اثيوبيا تقع على الأخدود الافريقي، وشدد عراقي على ضرورة الاتحاد بين مصر والسودان لمواجهة المخطط الغربي.