أكّد خبير المياه سيف الدين يوسف على أنّه من الصعب التحكّم في المياه خارج الحدود، مشيراً إلى أنّ هناك (50) ملياراً متراً مكعباً من المياه المخزّنة في الأراضي الأثيوبية غير مستخدمة، مما يساهم في تنشيط الحوداث البركانية والزلازل، التي قد تؤدي إلى انهيار سدّ الألفية وغمر الأراضي السودانية بانفجار (62) ملياراً متراً مكعباً من المياه. وشدّد الخبير سيف خلال ندوة (تداعيات سدّ الألفية على الإمداد المائي في السودان) التي انعقدت أمس بمركز الدراسات الأفريقية والاستراتيجية، على ضرورة وضع اتّفاقيات لحقوق مياه السودان واستمرارية الإمداد والمحافظة على المياة المتّفق عليها سابقاً، وكيفية تأمينها في فترة الجفاف، داعياً إلى إبرام اتفاقية إستراتيجية قومية مائية تقوم على مبدأ التعاون الإقليمي، بجانب اتّفاقيات أخرى بعيدة المدى تعمل على تطوير تقنيات مصادر المياه، كما طالب بتوفير المياه في الأمن القومي لأنّ سدّ الألفيّة يحرم السودان من 20 ملياراً متراً مكعباً من المياه، ووصفه بالمهدّد المباشر للأمن القومي والقرار السياسي بالبلاد. سيف الدين كشف كذلك عن أنّ قيام السد يحرم السودان من مياه الفيضانات التي تعتبر مخزوناً استراتيجياً، ويمكن استخدامها في فترة الجفاف لأن الفيضانات تغذي المياه الجوفية وتخصّب التّربة، مبيّناً أنّ قيام السد يضعف موقف التفاوض بين دول المنبع و المصب. من جانبه حذّر الخبير في مجال المياه محمد آدم من تشغيل (2) توربينة بسدّ الألفية لأنه أصبح أكبر مهدّد لخزان الروصيرص وسنار ومروي والسدّ العالي، منبّهاً لضرورة العمل ب(4) طوربينات تساعد على توفير (27%) من الطاقة، مضيفاً: «لابد من وجود اتفاقية توفر ما بين 2 إلى 4 طوربيانات تساهم في (80) مليار متر مكعب من المياه يومياً، فضلاً عن تقليل الطمي وتضاعف المساحة المزورعة توفّر (6) مليار متر مكعب من المياه التي تتبخّر»، داعياً اللجنة الثلاثية المكوّنة أثيوبيا لمراجعة تصميم السدّ والتى تعقد اجتماعها في 15 مايو الجارى للعمل على تقليل ارتفاع السد من (185) إلى (125) متراً