ستصل شعلة أوليمبياد لندن إلى بريطانيا في 18 مايو من هذا الشهر، وتبدأ رحلتها الطويلة في أرجاء بريطانيا لتصل إلى الإستاد الأولمبي في ضاحية سترافورد شرقي لندن يوم حفل الإفتتاح في 27 يوليو. وبعد عدة إختبارات صعبة، أعلنت اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن أن شعلة الأولمبياد ستتمكن من الصمود في مواجهة التقلبات الجوية المختلفة. وقد كُلفت شركة متخصصة بدراسة تأثير الطقس على الشعلة، وأنهت الشركة المهمة بالتعاون مع شركة بلفنش، التي قام مهندسوها بتصميم موقد نيران الشعلة. ولتكون الشعلة قادرة على البقاء مشتعلة فقد صممت لتتحمل درجات الحرارة بين 5 - 40 درجة مئوية، وفي مستوى رطوبة يصل إلى 95 في المئة، وأن لا تتأثر بسقوط الأمطار والثلوج، وهبوب رياح بسرعة 35 ميلاً في الساعة، ولتكون على إرتفاع 400 قدم فوق سطح الأرض. ولا بد أن تكون الشعلة كبيرة بحيث يراها الجمهور في الإستاد وأن تبقى مشتعلة، ويتحدد حجمها بناء على حجم نيران شعلة الأولمبياد، التي يبلغ إرتفاعها 400 مليمتراً بدءاً من قاع الموقد وصولاً إلى قمة النيران، وتحتاج إلى البقاء مشتعلة لعشر دقائق، وبإستخدام أسطوانة الغاز والموقد المتوافر، ستستمر مشتعلة ل 13 إلى 14 دقيقة. ومتوسط المسافة التي يقطعها أي شخص حامل للشعلة هي 300 متر، ومن المتوقع أن تستغرق كل مرحلة من مراحل رحلة الشعلة في أرجاء بريطانيا بين ثلاثة إلى ستة دقائق، وقد خصصت أسطوانة غاز لكل شخص يحمل الشعلة. ويحظى أمان الشعلة بقدر كبير من الأهمية، فأصغر حامل لها يبلغ من العمر 12 عاماً، وستصدر وثيقة حول أمان الشعلة لشرطة العاصمة، التي تمثل جزءاً من عمليات الشعلة وستتولى وقف الغاز بكل شعلة عندما يتم إستخدامها. وبعد ذلك يجب تبريد الشعلة لعشرة دقائق قبل حملها. ومن المعروف أن فصل الصيف في بريطانيا لا يكون جافاً دائماً بمعنى أنه يمكن سقوط الأمطار، ولكن يمكن لشعلة الأولمبياد الصمود أمام الأمطار طالما لم تنهمر بقدر عليها مباشرة بكمية كبيرة، وإذا سقطت الشعلة في المياه، ستنطفئ الشعلة، غير أن هناك شعلات بديلة. ومن المقرر أن يشارك نحو 10 آلاف رياضي في منافسات الأولمبياد وسيشارك الرياضيون البريطانيون أماكن الإقامة والوجبات الغذائية مع منافسين من أكثر من 200 دولة أخرى. كما حذرت اللجنة الأولمبية في بريطانيا الرياضيين البريطانيين من مصافحة منافسيهم والشخصيات البارزة خلال أولمبياد لندن 2012 وذلك خشية أن يؤثر إنتقال الأمراض على فرص نجاح التنظيم، وذلك لأن التهديد الأكبر لللاعبين يتمثل في الإصابة بمرض أو جرح. ويواجه الأولمببياد مشاكل سياسية حيث هددت إيران بمقاطعة الأولمبياد إحتجاجا على شعار الدورة الذي وصفته طهران بالعنصري معتبرة أنه يشبه الكتابة الانجليزية لكلمة صهيون ZION"، ولكن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قلل من أهمية التهديد الإيراني بمقاطعة الأولمبياد. ونسبت صحيفة جيويش نيوز الإسرائيلية إلى كاميرون قوله إن التصريح الإيراني نوع من جنون الإرتياب، وأن الدورة لن تفتقد وجود الإيرانيين إذا نفذوا تهديدهم بالمقاطعة. ومضى كاميرون قائلاً بحسب الصحيفة أن مقاطعة الدورة لهذا السبب سكون ضرباً من الجنون، وقال أيضاَ أن الرياضيين الذي سيرفضون منافسة الإسرائيليين في الأولمبياد لن يكونوا موضع ترحيب، وأنه لا يمكنهم المجئ إلى لندن إذا كانوا سيتصرفون على هذا النحو، موضحا أن الهدف الأساسي من الألعاب الأولمبية هو التنافس بين جميع الرياضيين. وكان شعار الدورة قد تعرض منذ الكشف عنه عام 2007 لإنتقادات ركزت فقط على تصميمه، ولم تتناول أي منها صلته بخلفيات سياسية او عنصرية.