ألهمت طيور الكناري العلماء الأمريكيين بإحتمال التوصل إلى علاج لأنسجة الدماغ البشرى المتضررة من الإصابة بأمراض العته الدماغي، أو الخرف، أو السكتة الدماغية، كم ألهمت الشاعر والأديب السوداني الراحل محمود أبوبكر الذى نظم قصيدة مشهورة فى طيور الكنارى مطلعها: صه يا كنارى وضع يمينك في يدي ودع المزاح لذي الطلاقة والرد، صه غير مأمور وهات هواتنا كالأرجوانة وايل غير مصفد. وقد إكتشف باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية أن الخلايا التي تتحكم فى عمليات تغريد الكناري، تموت لتحل محلها خلايا جديدة تبدأ عملها كل ربيع، حيث تستبدل أنسجة الدماغ المتضررة بأنسجة مماثلة، يمكن إنماؤها وإكثارها داخله وإعادة وظائفها المفقودة. وقد قاد هذا الإكتشاف إلى الإفتراض بأن دماغ الكناري يحتوى على عامل للنمو، وهو عامل يمكن أن يكون موجوداً فى حالة خمود لدى الكائنات الحية الأخرى. وأعلن الباحثون أن إختبارات لتدمير الخلايا المسؤولة عن التغريد أُجريت على أنواع أخرى من الطيور أعانتهم على الكشف عن الجزئيات التي تلعب دوراً رئيسياً فى إعادة بناء مثل تلك الخلايا. وإسم الكناري - الذى يطلق أيضا على جزر الكناري - والكنارى الأطلنطى أو الكناري هو طائر صغير من الطيور الجواثم في عائلة العصافير، وموطنه هو جزر الأزور، وجزر الكناري وماديرا. وطيور الكنارى البرية صفراء أوخضراء اللون مع وجود بقع باللون البنى على المؤخرة. وجميع الفصائل مشتركة في الصفات، غير أن هناك بعض الإختلافات في الألوان. أما بيئة طيور الكناري فهى غابات الصنوبر وغابات الغار laurel" والكثبان الرملية. وكثيراً ما تتواجد تلك الطيور في الأماكن شبه المفتوحة كالأشجار الصغيرة، وتتواجد أيضاً في أماكن من صنع الإنسان كالحدائق والمتنزهات. والكنارى طائر إجتماعى يعيش غالباً في مجموعات في العشش، وكل زوج من هذه الطيور يدافع عن منطقته الصغيرة في العش، وتبنى العشش على بعد متر واحد إلى ستة أمتار فوق الأرض في الأشجار، غير أكثر العشش تبنى على بعد متر واحد إلى ثلاثة أمتار فوق الأرض. وعش الكنارى يكون على شكل كأس ومخفى جيداً بين أوراق الاشجار، وهو مصنوع من الحشائش والأغصان والأعشاب والطحالب ومواد نباتية أخرى ويغطى بالشعر والريش. وطائر الكناري جميل وأنيق وحسن الصوت مستأنس، يحب الصحبة ويكره الوحدة، ويتكاثر داخل أقفاصه. أحبّه البحارة فنقلوه معهم إلى مواطنهم، ومنها إنتشر إلى جميع أنحاء العالم، وقام الهواة بتهجينه وتخيّر الصفات الوراثيّة الأفضل من حيث الشكل واللون والصوت، فحصلوا على طيور مغرّدة جميلة وجذّابة، ويعيش الطائر ما بين 5 إلى 6 سنوات. والأبحاث حول إكتشاف الخلايا وموتها فى طيور الكناري وإمكانية وجود مثل هذه الخلايا المتجددة فى الدماغ البشرى، والتي تحاط بجدار من السرية التامة، مازالت فى أطوارها الأولى كما أن الباحثين قد يحتاجون إلى سنوات عديدة أو عقود قبل توظيفها لعلاج الإنسان. والنظريات العلمية السائدة الآن، والتي على ضوئها لم يتمكن العلماء من إيجاد علاج فعال لأمراض العته الدماغى أو السكتة الدماغية القاتلة، تشير إلي أن خلايا الدماغ البشرى لا يمكنها النمو والتكاثر بعد إنتهاء مرحلة الطفولة، إذ أنها تتوقف تماماً عن النمو، وإن حدث وأن تكاثرت فإنها تنمو فى نفس الإتجاهات المطلوبة للخلايا المتضررة السابقة لها بهدف التواصل الصحيح مع الخلايا الأخرى، ولذا لا يمكن التحكم بعمليات إكثارها. ويقول العلماء المشرفون على هذه الأبحاث فى دماغ طيور الكناري أن هناك إفتراضات أخرى مغايرة، إذ قد يكون بالإمكان إكثار الخلايا الدماغية بالإعتماد على عوامل نمو كامنة فى الدماغ.