من أغرب حكايات الأزواج أن رجلا ألعوبان من الذين يلعبون بالبيضة والحجر إرتبط بأمرأة ثانية ، بعد أن ذاق الويل وسهر الليل من زوجته الأولى ، الرجل كان يتصور أن الزوجة الثانية ستفتح له النوافذ وسيغرد كما شاء له الدلال ، وسوف تسمح له بالتحليق خارج السرب ، ولا تكتم على انفاسه كما تفعل سجانته القديمة التي درجت على التنغيص عليه يوميا ،غير ان الزوج إكتشف أن المرأة الجديدة تحمل شعار الجديد شديد وفي نهاية المطاف رمى في وجهها ورقة الطلاق وهو يغرد بصوت مبحوح ( خليك على قردك لا يجيك الأقرد منه ) ، إذ إكتشف صاحبنا أن سجن زوجته القديمة أحسن مليون مرة من سجن الجديدة ، ولله في خلقه شؤون . بالمناسبة حكايات هروب المساجين إلى السجن مرة أخرى بعد إنقضاء محكومياتهم تشكل الكثير من الحالات في اوربا وأمريكا ، إذ تجد سجيناً مزمناً بعد ان يجري وضع ترتيبات خروجه يكتشف أن الحياة خارج السجن مملة وكئيبه أو يجد النزيل السابق أنه لا يجد لقمة العيش ولا الخبز الحاف لذا فإنه ينطلق صوف نحو السجن وربما يفتعل أي مشكلة لتوقيفه مرة أخرى . ومن مشاهد الهاربين إلى السجن شاب إيطالي إكتشف بعد ان قضى محكوميته في سجن مدينة باليرمو أنه عاطل عن العمل ، كما إكتشف أن دائرة البلدية أغلقت شقته بالشمع الأحمر بعد سجنه ، فما كان منه الا أن داهم ضابط الخفر في السجن وطلب منه ان يجدد حبسه مرة أخرى لكي يهرب من معاناته مع العيش خارج السجن ، وثمة قصة اخرى للص أمريكي على سن ورمح إكتشف أن الحياة خارج القضبان لا تطاق ، فتسلل ذات مساء إلى داخل سجنه القديم لإستعادة ذكرياته القديمة . حكايات هروب المساجين تجعلني أطلق آهة من بيت الكلاوي والفشفاش وأسأل هل بعد غادر ملايين الجنوبيين الشمال نحو دولة جنوب السودان هل سيحن هؤلاء إلى مراتع صباهم وذكرياتهم القديمة ، أم انهم سيحاولون التعايش مع رتم حياة لم يألوفها من قبل هذا السؤال سيظل يجلد الذاكرة ملايين المرات في اليوم الواحد ، خاصة وأن دولة جنوب السودان تفقتد إلى البنى التحتية ، وإلى الأمن والإستقرار . المهم ثمة سؤال آخر يعشعش في الذاكرة هل سيظل الشماليون من انصار الحركة الشعبية يغرودون خارج السرب في دولة الجنوب ودول الجوار أم أن المكابرة ستمنعهم من العودة إلى تضاريس الوطن على غرار يجو عايدين إخوانا الشماليين إلى آخر الطقوطوقة ، وبصراحة مطلقة وبدون لف ولاق دوران أتصور أن نار السودان أفضل بكثير لهؤلاء من الحياة الفاخرة أوالبائسة التي يعيشونها ، خارج سجن الوطن اللي معاي يرفع إيدو .