في هذا الزمان الرديء يقال أن رجلا ضاق ذرعا من أفعال زوجته الليئمة ، الزوجة حسب الروايات كانت شريرة وعيونها حمرا وشرارة ، لدرجة أنها أفسدت علاقات زوجها مع جيرانه ومش كده وبس فقد تمكنت من تقسيم المنزل بينها وبين أبنائها وخصصت بنت اللئيمة للزوج المغلوب على أمره غرفة متروسة بالكراكيب فأصبحت حياته ضنك ومهانة لاتطاق ، وفي أحد الأيام بينما كان الزوج المسكين في غرفته المنزوية سمع ضجة لدى جيرانه فخرج يستطلع الأمر فإكتشف عراكا حامي الوطيس بين جاره وزوجته ، عراك جرى خلاله إستخدام العصى والشلاليت وكميات هائلة من مقذوفات الفم أقصد الشتائم ، وهكذا أصبح عراك جيرانه بمثابة مسرحية يومية يستمتع الرجل المغلوب على أمره بها ، وبعد عدة أشهر من العراك بين الجيران ، رمي الجار يمين الطلاق المغلظ على زوجته فارتحلت وهي تندب حظها ، وحينما رأي الزوج المغلوب على أمره أن جاره إنتصر على زوجته الشرانية ، بدأ الرجل يفرفر وأقسم أنه سوف يفتعل عراكا يوميا مع زوجته حتى يطردها من المنزل كما فعل جاره الهمام ، في صباح مسكون برائحة المطر والكتاحة إستيقظ الرجل من نومه وحشد شجاعته وإنطلق نحو غرفة زوجته وطرق الباب بشدة ، فخرجت المرأة وقبل أن تتأكد من ملامح وجهه صقعت الرجل بونية من أبو كديس ، فعاجلها بلكمة خطافية أطارت صوابها لأنها لم تكن تتصور أن زوجها المسكين المستكين ، يمكن أن يتجرأ ويصفعها بونية من أبو كديس ، ومنذ تلك اللحظة بدأت معركة الكتاحة حامية الوطيس بين الرجل وزوجته ، وفي نهاية المطاف إستطاع الرجل طرد المرأة من عش الزوجية ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فحسب بل أنه رمي في وجهها ورقة الطلاق ، على فكرة إنتهت معركة المرأة وزوجها بفقدان المرأة إحدى عينيها ، فيما تكسرت الأسنان الأمامية للرجل ، وبعد عدة أشهر فكر الرجل في الإرتباط بزوجة أخرى ، وكان يمني نفسه أن الزوجة الجديدة ستكون مثل النسمة رقيقة ورومانسية تنسيه عذابات السنين «الفاتو» لكن إكتشف أن المرأة الجديدة أكثر تطرفا من زوجته القديمة وبدأ الرجل المغلوب على أمره يندب حظه ، ويتحسر على أيامه مع زوجته السابقه رغم ما فيها من عكننة وأوجاع يومية ، هذه الحكايات تذكرنا بالمقولة أو المثل المتداول في الخليج « خليك على قردك لا يجيك الأقرد منه « إذن تعالوا نسأل أنفسنا الحكومة بلا شك أذاقت الشعب الويل وسهر الليل ، وطلعت زيته وسنسفيل أيامه فأصبح الشعب السوداني أتعس أمة على الأرض قاطبة من النواحي المعيشية والأخلاقية وسوء الخدمات، وظهور الحيتان بنت اللئيمة التي تلهف قوت الغلابا والذي منه ، لكن دعونا نسأل هل إذا إستطاع المناهضون كسر شوكة الحكومة وجاءت سلطة مدية أخرى من كافة الأحزاب هل يا ترى أن الأوضاع سوف تنصلح ويعيش الشعب الصابر من يومه في أحسن حال أم أنه ستنطبق عليه سيناريوهات الرجل الذي إكتشف أن الزوجة الثانية طلعت بطيخة قرعه ، إنها قصص من وحي الشعب المغلوب على أمره الشعب الذي يعيش في الكتاحة وين ماشي في الكتاحة .