شاب في الثلاثينات من العمر.. يضع سماعتين في أذنيه.. سألت أحد معارفي عن هذا الشاب.. فقال لى إنه ابن المرحوم الشاعر (...).. يتابع ما تبثه الإذاعات من أغاني والده.. بينما (يرابط) شقيقه أمام التلفاز متنقلاً بين المحطات لمتابعة ما تبثه القنوات من أغاني والده.. ومن ثم مطالبة الإذاعات والقنوات بقيمة (بث) الأغنية. قلت في نفسي (المرحوم ترك لهم ورثة كبيرة لم يتم حسابها حتى الآن).. نعم من حقهم أخذ حقوقهم من الإذاعات والقنوات وأن يحفظوا هذا الإرث وتوثيقه لدى إدارة المصنفات الأدبية.. فالمبدع سواء كان شاعراً أو فناناً يسكب عصارة فكره لإسعاد الآخرين.. غير أن تحقيقاً أجراه زميلنا عبدالرحمن جبر نشرته (آخر لحظة) في الصفحة الفنية السبت الماضي كشف جانباً خطيراً عن استيلاء بعض الأشخاص على أغاني الغير.. وطرق أبواب القنوات والإذاعات للمطالبة بقيمة بث (الأعمال الفنية).. بل إن شخصاً مشهوراً نسب جميع أغاني التراث إلى والده المتوفي.. (تخيلوا!!).. إذ بعض الأغاني يتجاوز عمرها المائة وخمسين عاماً- أي قبل ميلاد الشاعر المرحوم- ومحفورة في ذاكرة المجتمع.. والطريف في الأمر أن إدارة المصنفات وثقت له تلك الأغاني وظل يتقاضى بموجب ذلك أجراً من كافة الوسائط دون أن يسأل أحد عن تاريخ تلك الأغاني.. لأن إدارات تلك الوسائط تنظر إلى (الوثائق) فقط التى بحوزة هؤلاء الأشخاص.. استخراج الوثائق من إدارة المصنفات الأدبية أغرى إحدى الشخصيات الشهيرة في الوسط الفني ونسب إليه ديوان شعر كامل لشاعر معروف (حي يرزق).. وشرع في تسجيله لدى إدارة المصنفات لكنه تراجع في اللحظات الأخيرة عندما هدده صديقه بفضح أمره. لذا كان هذا الشاب وشقيقه على حق عندما وضع (السماعات) في أذنيه لمتابعة أعمال والده وحفظها من السرقة.. لكن إلى متى يستمر في هذا النهج؟.. لابد من مراجعة كافة الأعمال التى تم توثيقها والتثبت من نسبها للمبدعين.. وأن تستحدث القنوات والإذاعات وسائل لحفظ حقوق المبدعين حتى لا تضل هذه الحقوق طريقها للصوص.