الابتلاءات، الملمات والمحن هي من سنن الحياة تصيب الإنسان والأمم من حين لآخر لكن الفائز فيها من صبر وحمد وشكر، شعبنا في السودان شعب طيب ومقدام، هين كبسمة الطفل، قوي يصارع المحن والمصائب. هذه الدولة النبتة الشيطانية ابتلينا بها منذ زمان بعيد، حيث كانت جزءاً من أرضنا، أهدرت كل مقوماتنا ومواردنا في حروب مدمرة وخاسرة. كان دافعهم فيها العنصرية البغيضة والحقد الفاجر حتى تم السلام وليته لم يتم، هؤلاء الناس عاشوا بيننا في عز وكرامة، وبالرغم من أن تصرفاتهم ازدراء وعنجهية أغدقت عليهم الأموال، حيث كان ساستهم يسكنون أرقى الأحياء ويتقلدون أرفع المناصب. نيفاشا تركت لهم الحبل على القارب، يعوثون في الأرض فساداً وانحرافاً خمراً وعهراً واعتداءً على الآمنين من أهل الشمال. صبرنا على كل هذا حتى انفصلوا عنا بإرادتهم وطوعهم لكنهم لا يعلمون أن الوضع بعد ذلك تغير وتبدل، فهم منذ ذلك الزمن أصبحوا في نظرنا دولة أجنبية، بل وعدو تكررت اعتداءاتهم على أرضنا وحدودنا بدعم سخي من أمريكا وربيبتها إسرائيل، فهم صم بكم عمي لا يعلمون وضع الأفارقة من بني جلدتهم في إسرائيل، حيث الاضطهاد والمعاملة السيئة وليعلموا كذلك أنهم قد وقعوا في قبضة الاستعمار الحقيقي، فليصبروا ولينتظروا ما تضمره لهم هذه الدوائر من سوء، وستدور عليهم دائرة السوء. أخي الرئيس لك التحية، البس درعك، جرد سيفك، كبر ربك، فلك النصرة من عند الله، ومن عند شعبك، فابشر بالنصر المؤزر بإذن الله. جيشنا البطل لك التحية ولجنودنا البواسل كل الود والاحترام والدعم والنصرة، أنتم حماة العرين وأسوده. تاريخكم كله انتصارات وكله مجد وعزة، فالعزة لكم والمجد لكم والنصر لكم وأنتم تحاربون الخونة والمرتزقة والمأجورين، معلوم (المحرش ما بكاتل). شعبكم معكم وخلفكم واليوم كلنا الرئيس وكلنا الجيش. التحية لك!.. الصحافة السودانية وللكتاب الأوفياء منذ يومين وهم يكتبون كلاماً رصاصاً لا يقل عن دانات الجيش وراجماته، لقد تركوا مناقشات المشاكل على الصحف على جنب كقضايا الفساد وسكر النيل الأبيض والمغنية شيرين، تركوها لأن الأمر أصبح في (اللحم الحي) وصرنا في أن نكون أو لا نكون. تحيتي هذا اليوم لأبي العزائم مصطفى، للطاهر ساتي، للظافر ولعووضة، هؤلاء كمثال لا الحصر، فالتحية لهم لوطنيتهم ولشجاعتهم رغم شدة كتاباتهم السابقة في الأمور سالفة الذكر. ذكرت هذه الفئات الثلاث (الرئيس، الجيش والصحافة)، لأنها هي الأساس وهي التي تتقدمنا ونحن من خلفها بكل أطيافنا السياسية والاجتماعية والمدنية. لا نقبل بهذا الوقت صوتاً نشازاً ومخذلاً، فالوطن لنا جميعاً وهو في حدقات العيون. لهجليج نقول: هجليج يا أغلى البقاع نهواك درجات الهيام إلى النخاع نفديك بالأرواح بالقلم الشجاع ما كنت هينة تصادر أو تباع مسيرية السحنات والهوى والطباع كخيولهم تسمو كما يسمو الشعاع تجتاح أوكار الخيانة والرعاع الهائمين على الوجوه بلا دليل أو متاع لتعودي يا هجليج رغم البلوى والقدر المطاع يا أخت حلفا في الولادة والرضاع طبيب بشري الكباشي