الإكتئاب عبارة عن مصطلح يستخدم لوصف خليط من الحالات المرضية أو غير المرضية فى الإنسان والتى يغلب عليها طابع الحزن. وهو أنواع متعددة قسمت حسب طول فترة الحزن، وعما إذا كان الحزن قد أثر على الحياة الإجتماعية والمهنية للفرد المصاب به، وعما إذا كان الحزن مصحوباً بنوبات من الإبتهاج والفرح، إضافة إلى نوبات الكآبة. والإنسان ليس هو المخلوق الوحيد الذى يمكن أن يصاب بالإكتئاب حيث تصاب فصيلة الثدييات قاطبة بالكآبة، وقد تم الإستدلال على هذه الحقيقة من خلال إجراء تجارب مختبرية على الفئران والقرود. وفى الإنسان بصاب عادة 20 فى المائة من الذكور بنوبة من الكآبة فى حياتهم على أقل تقدير، الأمر الذى يجعل نوبة الإكتئاب الكبرى من أكثر الأمراض النفسية شيوعاً. والإكتئاب لا يفرق بين الطبقات الإجتماعية، فهو يصيب الإغنياء والفقراء والوجهاء والضعفاء وأصحاب الجاه والذين لا يملكون منصباً أو سلطاناً، وهو ليس مقصوراً على طبقة دون أخرى أو على جنس دون جنس آخر، فهو يصيب والرجال والنساء، وإن كان النساء يُصبن بالإكتئاب بنسبة أعلى بكثير من إصابة الرجال حيث تبلغ نسبة إصابة الرجال حوالي 9 فى المائة، بينما بين النساء حوالي 16 فى المائة. كما أن الإكتئاب ليس له علاقة بالتدين أو البعد عن الدين لأن كثيرا من الناس يعتقدون بأن الإكتئاب هو عقاب من عند الله لمن لا يلتزمون بالدين، فهو غير ذلك حيث يُصيب المتدينون وغير المتدنيين. وقد ذكرت كتب التاريخ أن الإكتئاب أصاب الكثيرين من المشاهير والزعماء والفنانين، فهناك الكثيرين الذين أصيبوا بنوبة واحدة من نوبات الإكتئاب الكبرى وتلقوا علاجاً دوائياً لهذا الغرض، ومارسوا حياتهم طبيعياً ماعد القلة التى إنتحرت، ومنهم على سبيل المثال ونستون تشرشل الذى رأس حكومة الحرب فى بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، ومنهم الرؤساء الأمريكيين جورج بوش الإبن، وهاريسون فورد، وأبراهام لينكون وريشارد نيكسون، وأصاب كذلك العالم إسحق نيوتن والموسيقار لودفيج بيتهوفن، والرئيس الفرنسي نابليون بونابرت، والموسيقار فان غوخ، والكاتب الأمريكى إرنست همنغواي، والممثلة الأمريكية مارلين مونرو، والممثلة المصرية سعاد حسني، والرياضي ديفيد بيكهام والفنانة بريتني سبيرس. وأعراض الإكتئاب وعلاماته متنوعة وعديدة منها الشعور بالحزن والضيق واليأس، وهو ما يطلق عليه المزاج الإكتئابي، وكذلك فقدان الإهتمام والقدرة على الإستمتاع بمباهج الحياة، وإضطراب الشهية، وفقدان الإحساس بطعم ونكهة الطعام فالمصاب يأكل فقط لأنه إعتاد على ذلك. ويصاحب فقدان الشهية فقدان الوزن، مع ملاحظة أن بعض مرضي الإكتئاب يزداد إقبالهم على الطعام ويزداد وزنهم بالتالي، ولكن أيضاَ دون الشعور بلذة الطعام كما كانوا من قبل. ومن أعراضه أيضاً إضطراب النوم بالزيادة أو النقصان، ولكن الأغلب خاصة فى كبار السن هو الأرق ونقص نوعي وكمي لعدد ساعات النوم مع المعاناة من الأحلام المزعجة والنوم القلق. ومن أعراضه تناقص النشاط الحركي والطاقة وشعور المريض بالكسل وسرعة التعب، ولكن أحياناً أيضاً يحدث العكس ولكن لا يكون فى صورة نشاط منظم مفيد وإنما فى صورة إفراط حركي وهياج بلا هدف، وصعوبة التركيز ونقص القدرة على التفكير المنظم مما يتسبب فى كثرة السرحان ورسوب بعض الطلاب أو فشل بعض الموظفين فى أداء أعمالهم. وكذلك شعور المصاب بالذنب والإثم وعدم قيمة الذات، رغم عدم إقتراف المريض لأية أعمال تدعو لمشاعر الذنب هذه، ولكنه يرى أنه المسئول عن كل ما يحدث حوله من مصائب وآثام. وكذلك كثرة الأفكار عن الموت وعدم قيمة الحياة وعبثية الوجودن وتمنى الموت، بل أحياناً الإقدام على الإنتحار فى حالات الإكتئاب المتقدمة. وينبغي أن يؤخذ موضوع الإنتحار مأخذ الجد عند وجود أي دلالات أو إعراض إكتئاب لأن الثابت أن 15 فى المائة من مرضى الإكتئاب ينتحرون، وأن مريض الإكتئاب إذا صرح أو ألمح بالرغبة فى الموت فإنه ينفذها وينتحر بالفعل.