قرأت على قفا (لوري) كلمة مكتوبة على هذا النحو (دفعلابية).. واحترت فيها حتى أنني أوقفت سائق اللوري وسألته عن معنى المكتوب.. فضحك وقال لي إنها نسبة إلى الشيخ (دفع الله) ومنطقة تسمى باسمه.. ولما كان لي ولع بما يكتبه الناس على قفا عرباتهم.. لاحظت ازدياد هذه النعرة.. نعرة كتابة الانتماء القبلي على قفا العربات.. فهناك حلفاوية.. هبانية.. جعلية.. شايقية.. كسلاوية.. إلى آخره.. وهذه الظاهرة على بساطتها تذهب إلى نعرة قبلية أو قل جهوية أصبحت تجتاح الناس.. وإلا فما دواعي ذلك وظهوره بهذه الكثافة في الآونة الأخيرة.. في اليومين الفائتين انتصر فريق أهلي شندي على فريق سيمبا.. وقد أبلى بلاء حسناً وعوضنا خسارة وخروج القمة السودانية مع فريق الأمل عن مضمار المنافسة الأفريقية.. وعم الفرح بذلك القرى والحضر.. ولا أود أن أفسد الأفراح بأن أقول بأنها حاجه عادية وما كان ينبغي أن نفرح بها بهذا الجنون.. لكن هي على كل حال ابتسامة وسط الأحزان.. وهو نجاح أمام الخيبات الكثيرة.. وإننا نريد أن نغتصب الفرح اغتصاباً.. عموماً اجتهد فريق أهلي شندي وحقق انتصاراً يحسب للكرة السودانية.. لكن لاحظت أن مانشيتات صفحات الرياضة.. تذهب إلى انتصار نمور دار جعل.. نسور دار جعل يحلقون عالياً.. وواضح أن ذلك ينسب إلى قبيلة الجعليين.. صحيح أن شندي حاضرتهم لكن الفريق لا يمثل الجعليين.. بل إن سألنا عن الانتماء القبلي للاعبي الفريق قد لا نجد بينهم جعلياً.. فكيف ينسب النصر إلى قبيلة مع أن الموضوع هو السودان.. وإن الفريق عندما يمثلنا سيسمونه الفريق السوداني لا الفريق الجعلي.. والظاهرة جديدة.. فقد مثلت من قبل السودان فرق من مناطق أخرى مثل حي العرب البورتسوداني فلم يقل الإعلام انتصار الهدندوة.. أو انتصار الأدروبات أو أي مسمى قبلي.. فلماذا هنا بالتحديد تظهر هذه النعرة.. فهل يمتنع مثلاً الشايقية عن تشجيع الفريق لأنه فريق دار جعل.. كذلك الدناقلة.. والنوبة. إن ظهور هذه النعرة في كرة القدم ذات أبعاد عنصرية مهما توافرت النوايا الحسنة.. وذلك يضيق على (أهلي شندي).. إذ يحصره على قبيلة بعينها.. فلماذا يا ترى يقولون هلال السودان.. ومريخ السودان.. وعندما يجيء الدور على أهلي شندي يصبح أهلي دار جعل.. مع أن انتصار أهلي شندي وحّد العصبيات فكتب عن انتصاره كتاب الهلال وكتاب المريخ.. وللأسف طلع بعض الكتاب من المنتمين إلى منطقة شندي بهذه النعرة.. ربما في هذا إصرار على العصبية لفرق القمة.. كأنما الكاتب المريخي لا يريد أن يتنازل عن الولاء لفريقه.. فإن والى فريقاً منتصراً فيذهب إلى تبرير ذلك بالقبلية.. كذلك الكاتب الهلالي. على ذلك.. فإن فريق أهلي شندى فريق يمثل السودان وينبغي أن نشجعه جميعاً كما نشجع الفريق القومي.. لا أن نحصر ذلك فى جهة معينة أو قبيلة باسمها.. والتحية لفريق أهلي شندي السوداني!